(قبل)
سألني صديقي
لماذا قد تدخل فتاة في علاقة مؤذية نفسيًا؟ ما الذي يعطيه لها هذا الشخص غير الألم
لتتعلق به؟
ابتسمْت فتعجب
مني ومن لحظات الصمت التي تخللت كلامنا.. ثم عاد وكرر سؤاله
فقلت: ربما ترغب
في إصلاحه؛ أحيانًا نُلقي بأنفسنا في النار رغبة في الإنقاذ، برغم الألم إلَا أنك
تشعر بالبطولة حتى وإن كانت مجرد إدعاء ..
قال: مغفلات!
قلت: ليس هذا
السبب الوحيد، متى سألت نفسك إن كنت شخصًا سيئًا؟، نحن نسأل أنفسنا دائما هذا
السؤال وتكون الإجابة أننا لسنا بهذا السوء لنؤذَى، فنذهب بكل قوتنا تجاه نفس
الشخص لنعيد ترتيب الأوضاع من جديد، كدولة أخذت قرار إعلان الحرب ثم تراجعت فيه
قبل أن تطلق صاروخها الأول خوفًا من التسرع وضياع ما تمتلكه، نحن النساء نعلن
الغضب.. وسريعًا ما نلملم قطعَهُ المبعثرة هنا وهناك ونبدأ في العودة إلى البكاء
كوسيلة لإخماد النيران المشتعلة.
عندما تقع في حب
شخص ما حتى وإن كان يؤذيك فإنك تضع مكان الجرح
لحظة حب مرت بينكما فتنسى ما فعل حتى وإن سبّب بقعة زرقاء في جسدك ربما لا
تراها لأن قلبك يشيح بعقلك بعيدًا عنها لتظل متمسكًا باقيًا، لعله يعود ليطرق بابك
مقبلًا رأسك فيمضي كل هذا الحزن ويرحل.
المرأة تشعر
بالأذى حقًا إذا تُركت بلا سبب واضح، بلا موقف علَى صوته وكسرت تفاصيله قلبها،
فإنها لا تشعر بما هو دون ذلك، وربما بعض النساء يرجعن إذا عاد رجالهم نادمين..
يخافون أن
يبتعدوا عنهم فيضيعون بين رجالٍ لا يعرفونهم حتى وإن قدموا أيديهم ليُمسكوا بهن..
تهمِس إحداهن إنها ليست يد مَن بقلبها..
فمَن تركت يد من
تحب ورحلت عنه تاهت بين أيدي الرجال ولم تعرف أيها تمسك فتتمسك بها، فتتحول لأخرى
لا نعرفها وننكر أفعالها، نحن أيضًا نبتعد عنها فتتقربوا أنتم بحجة أنها وحيدة
وفاتنة وعينيها حزينتان، نحن لا ندمن العلاقات المؤذية إنما نُدمن الخوف من
المتاهة الكبرى دون يد تساعدك على الخروج.
(بعد)
سألني صديقي
لماذا قد تدخلُ فتاةٌ في علاقةٍ مؤذيةٍ نفسيًّا؟ ما الذي سيعطيهِ هذا الشخصُ لهَا
غيرَ الألمِ لتتعلقَ بهِ؟
ابتسمْتُ..
فتعجبَ منِّي ومِنْ لحظاتِ الصمتِ التي تخللت كلامَنا.. ثم عادَ وكررَ سؤالَهُ..
فقلتُ: رُبَّمَا
ترغبُ في إصلاحهِ؛ أحيانًا نُلقي بأنفسِنَا في النارِ رغبةً فِي الإنقاذِ،
فبرَغْمِ الألَمِ إلَّا أنكَ تشعرُ بالبطولةِ حتى وإنْ كانت مجرّدَ ادعاءٍ!
قَال: مغفلاتٌ!
فقلت: ليس هذا
السببُ الوحيدُ، فمتى سألتَ نفسكَ إنْ كنتَ شخصًا سيئًا؟
نحن نسألُ
أنفسنَا دائمًا هذا السؤالُ وتكونُ الإجابةُ أننا لسنَا بهذَا السوء لنُؤْذَى،
فَنَذْهَبُ بِكُلِّ قُوتنا تجاهَ نفسِ الشخصِ لنعيدَ ترتيبَ الأوضاعِ من جديدٍ؛
كدولةٍ أخذَت قرارَ إعلانِ الحربِ، ثمَّ تراجعَت فيه قبلَ أنْ تُطلقَ صاروخَهَا
الأولَ؛ خوفًا من التسرعِ وضياعِ ما تمتلكُه.
نحنُ النساءُ
نُعلنُ الغضبَ.. وسريعًا ما نُلملم قطعَهُ المبعثرةُ هنَا وهناكَ، ونبدأُ في
العودةِ إلى البُكاءِ؛ كوسيلةٍ لإخمادِ النيرانِ المشتعلةِ.
وعندما تقع في
حبِّ شخصٍ ما حتّى وإن كان يؤذيكُن؛ فإنك تضعُ مكانَ الجرحِ لحظةَ حبٍّ مرَت
بينكُما؛ فتَنسى ما فعل حتى وإن سبّب بقعة زرقاءَ في جسدِكَ، ورُبما لا ترَاها
لأنَّ قلبَك يشِيحُ بعقلِكَ بعيدًا عنها لتظَلَّ متمسكًا باقيًا؛ لعلَّهُ يعودُ
ليطرقَ بابكَ مقبِّلًا رأسكَ؛ فيمضي كلُّ هذا الحزنُ ويرحلُ.
فالمرأةُ تشعرُ
بالأذى حقًّا إذا تُركت بلا سببٍ واضحٍ، بِلَا موقفٍ علَى صَوْتِهِ وكُسِّرَت
تفاصيلهُ قلبَها، فإنها لا تشعرُ بما هو دونَ ذلكَ، وربما بعضُ النساءِ يرجعنَ إذا
عادَ رجالهم نادمينَ..
يخافونَ أن
يبتعدوا عنهمُ فيضيعونَ بينَ رجالٍ لا يعرفونهم؛ حتى وإن قَدَّمُوا أيديهم
ليُمسكوا بهنَّ.. تهمِس إحداهنَّ.. إنها ليسَت يدُ مَن بقلبِها..
فمَن تركَت يدُ
من تحبُّ ورحلت عنهُ؛ تاهت بين أيدي الرجالِ ولم تعرف أيها تمسكُ فتتمسكُ بها،
فتتحولُ لأخرى لا نعرفُها وننكرُ أفعالَها.
نحن أيضًا
نبتعدُ عنها؛ فتتقربوا أنتم بحجةِ أنها وحيدةٌ وفاتنةٌ وعيناها حزينتانِ، ولكننا
لا ندمنُ العلاقاتِ المؤذيةِ؛ إنما نُدمنُ الخوفَ من المتاهةِ الكبرى دونَ يدٍ
تساعدُكَ على الخروجِ.
