*(مُشكَّل بالكامل مع تغيير الأرقام لحروف)
(قبل)
في ذكرى ميلاد المطيورة.. ما أثقل رضوى عاشور
ما أثقل رضوى عاشور
هو نفسه ما أصقل موهبتها
فمع لحظة مولدها ورثت الثقل والصقل معا
اختار جدها اسمها نسبة لجبل "رضوى" قرب المدينة المنورة
والذي اشتهر بمثل دارج "أثقل من رضوى"
ومن يقرأ برضوى يعرف أنها اختارت هذا المثل أسما لكتاب لها
أحداث عدة مرت بحياتها أثقلتها وأصقلت موهبتها
(الأول: فِراق زوجها مُريد البرغوثي)
في عام1977
رُحِّل مُريد من مصر لمدة 7 سنوات
فأصبحت تسافر له بابنهما "تميم" ليراه
(والثاني هو: جنسية تميم)
حاولت الحصول على الجنسية المصرية لتميم
ولم تنجح في ذلك
قالت حينها: الحياة قاسية على عكس ما كنت أتخيل
(ثم ازداد الثقل والوجع بترحيله)
رُحِّل تميم من مصر في 2003 لاشتراكه في مظاهرات ضد الموقف الحكومي من غزو أمريكا للعراق
(الثقل لم يترك رضوى عند حد الفراق.. لكن جاء بوجوه أخرى
منها: المرض والثورة)
أصيبت رضوى بالسرطان وخضعت لعمليات عدة.. تخرج من إحداها متفائلة أن تكون الأخيرة.. لكن الواقع لم يحقق لها ما تمنت.. فأنا لا العمليات الجراحية لها في أوقات متفرقة
تزامن ذلك مع الثورة المصرية 2011
فأثقلها المرض والقلق على الثوار معًا
(وعن أحوال وقضايا الوطن العربي.. لم تتغافل)
احتلال فلسطين
حرب 67 و73 وعمليات السلام
ثم الغزو الأمريكي للعراق
كل هذا أثار قلق رضوى، لكنها تأبى أن تستسلم، فكتبت:
هناك احتمال آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة
وفي مثل هذا اليوم.. 25 مايو
ولدت رضوى عاشور
ثم في 30 نوفمبر 2014 غيب المرض سيدة الأمل
صاحبة «ثلاثية غرناطة» و«أثقل من رضوى»
(بعد)
فِي ذِكْرَى مِيلَادِ المَطْيُورَةِ..
مَا أَثْقَلُ رَضْوَى عَاشُور!
هُوَ نَفْسُهُ مَا أَصْقَلَ مَوْهِبَتِهَا
فَمَعَ لَحْظَةِ مَوْلِدِهَا وَرَثِتِ الثِّقْلَ وَالصَّقْلَ مَعًا
اِخْتَارَ جَدُّهَا اِسْمُهَا نِسْبَةً لِجَبَلِ "رَضْوَى" قُرْبَ الْمَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ
وَالَّذِي اُشْتَهَرَ بِمَثَلٍ دَارِجٍ "أَثْقَلُ مِنْ رَضْوَى"
فَمَنْ يَقْرَأُ بِرَضْوَى يَعْرِفُ أَنَّهَا اِخْتَارَتْ هَذَا الْمَثَلَ اِسْمًا لِكِتَابٍ لَهَا
أَحْدَاثٌ عِدَّةٌ مَرَّتْ بِحَيَاتِهَا أَثْقَلَتْهَا وَأَصْقَلَت مَوْهِبَتُهَا
(الأَوَّلُ: فِرَاقُ زَوْجِهَا مُرِيدِ الْبَرْغُوثِيِّ)
فِي عَامِ أَلْفٍ وَتِسْعَمَائَةٍ وَسَبْعَةٍ وَسَبْعِينَ مِيلَادِيًّا رُحِّلَ مُرِيدٌ مِنْ مِصْرَ لِمُدَّةِ سَبْعِ سَنَوَاتٍ، فَأَصْبَحَت تُسَافِرُ لَهُ بِابْنِهِمَا "تَمِيمُ" لِيَرَاهُ.
(وَالثَّانِي هُوَ: جِنْسِيَّةُ تَمِيمُ)
حَاوَلَتِ الْحُصُولَ عَلَى الْجِنْسِيَّةِ المِصْرِيَّةِ لِتَمِيمٍ
وِلِمْ تِنْجِحْ فِي ذَلِكَ.
قَالَت حِينَهَا: الْحِيَاةُ قَاسِيَةٌ عَلَى عَكْسِ مَا كُنْتُ أَتَخَيَّلُ
(ثُمَّ اِزْدَادَ الثِّقْلُ وَالوَجَعُ بِتَرْحِيلِهِ)
رُحِّلَ تَمِيمٌ مِنْ مِصْرَ فِي عَامِ أَلْفَيْنِ وَثَلَاثَةَ مِيلَادِيًّا؛ لِاشْتِرَاكِهِ فِي مُظَاهَرَاتٍ ضِدَّ المَوْقِفِ الْحُكُومِيِّ مِنْ غَزْوِ أَمْرِيكَا لِلْعِرَاقِ.
(الثِّقْلُ لَمْ يَتْرُكَ رَضْوَى عِنْدَ حَدِّ الْفُرَاقِ... لَكِنْ جَاءَ بِوُجُوهٍ أُخْرَى؛ مِنْهَا: الْمَرَضُ وَالثَّوْرَةُ)
أُصِيبَت رَضْوَى بِالسَّرَطَانِ وَخَضَعَتْ لِعَمَلِيَّاتٍ عِدَّةٍ.. تَخْرُجُ مِنْ إِحْدَاهَا مُتَفَائِلَةً أَنْ تَكُونَ الْأَخِيرَةَ.. لَكِنَّ الْوَاقِعَ لَمْ يُحَقِّقْ لَهَا مَا تَمَنَّت.. فَأُجْرِيَت لَهَا الْعَدِيدَ مِنَ الْعَمَلِيَّاتِ الْجِرَاحِيَّةِ فِي أَوْقَاتٍ مُتَفَرِّقَةٍ، وَتَزَامَنَ ذَلِكَ مَعَ الثَّوْرَةِ الْمِصْرِيَّةِ عَامَ أَلْفَيْنِ وَأَحَدَ عَشْرَ مِيلَادِيًّا، فَأَثْقَلَهَا الْمَرَضُ وَالْقَلَقُ عَلَى الثُّوَارِ مَعًا.
(وَعَنْ أَحْوَالِ وَقَضَايَا الْوَطَنُ الْعَرَبِيُّ... لَمْ تَتَغَافَلْ)
اِحْتِلَالُ فَلَسْطِينَ
حَرْبُ سَبْعَةٍ وَسِتِّينَ وَثَلَاثَةٍ وَسَبْعِينَ وعَمَلِيَّاتِ السَّلَامِ
ثُمَّ الْغَزْوُ الأَمْرِيكِيُّ لِلْعِرَاقِ
كُلُّ هَذَا أَثَارَ قَلَقُ رَضْوَى، لَكِنَّهَا تَأْبَى أَنْ تَسْتَسْلِمَ؛ فَكَتَبَت:
هُنَاكَ اِحْتِمَالٌ آَخَرُ لِتَتْوِيجِ مَسْعَانَا بِغَيْرِ الْهَزِيمَةِ
وَفِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمُ.. الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ مِنْ شَهْرِ مَايُو وُلِدَتْ رَضْوَى عَاشُور، ثُمَّ فِي الثَّلَاثِينَ مِنْ نُوفَمْبِرٍ عَامَ ألفين وَأَرْبَعَةَ عَشْرَ غَيَّبَ الْمَرَضُ سَيِّدَةُ الأَمَلِ، صَاحِبَةُ «ثُلَاثِيَّة غِرْنَاطَة» وَ «أَثْقَلُ مِنْ رَضْوَى».
