وها نحن اليوم نستكمل إحدى حلْقات برنامجنا
"قهوة حدوتة" في موسمه الثاني، واليوم سنتعرف إلى أشهر الأساطير
والخرافات، ولكن.. لن نسردها لمجرد السرد، ولكن لما وراءها من عبرة نخرج بها في
النهاية.. ونبدأ حلْقتنا بتوضيح أمر قد لا يعلمه الكثيرون؛ وهو الفرق بين الأسطورة
والخرافة، هيّا بنا لنهرف الفرق بينهما..
الفرق بين الأسطورة والخرافة
أولًا: ما هي الأسطورة؟
·
يمكن تعريف
الأسطورة بأنها الأحداث، سواء قصة أو حتى حكاية من التاريخ القديم.
·
مثل الأساطير
اليونانية للآلهة مثل زيوس ومثل Odysseys وهي بعض
الأساطير العظيمة في التاريخ.
·
ويمكن أيضًا
أن تستخدم هذه الأسطورة لشرح حدث طبيعي باستخدام كائنات خارقة.
·
بدأ ظهور
الخرافات منذ بداية الوجود الإنساني والحضارات؛ ويرجع ذلك إلى رغبة الناس في فَهم
العالم من حولهم، بينما كان العلم والتطور التكنولوجي محدود نوعًا ما خلال هذه
الأوقات.
·
فاستُخدِمَت
الأساطير كشكل من أشكال الترشيد.
·
وتألفت هذه
الأساطير من مختلف الشخصيات؛ مثل الآلهة، والكائنات الخارقة، التي كانت في مختلف
القوى والإمكانات لإحداث تغييرات في العالم البشري.
·
استُخدمت
الأساطير أيضًا للحفاظ على النظام الاجتماعي السائد في المجتمع من خلال التقاليد
والعادات، ومختلف الطقوس.
ثانيًا: ما هي الخرافة؟
·
الخرافات يمكن
تعريفها بأنها اعتقاد له تأثير خارق على الطبيعة أو الممارسة في هذا الأساس.
·
ويمكن أن
تنطوي على دور الأرواح الشريرة، والسحر، والمثل الدينية، وحتى بعض المعتقدات
التقليدية.
·
وفي معظم
المجتمعات، هناك العديد من الخرافات التي تتشابك مع المعتقدات الثقافية للمجتمع.
·
يمكن أيضًا أن
تكون متصلة مع الخرافات ومع الحظ.
·
مثال: يمكن
الاعتقاد بأن القطة السوداء يدل على سوء الحظ، على الرغم من أن هذا الاعتقاد لا
يوجد له أساس واقعي أو منطقي.
·
وقديمًا، كان
الاعتماد والمعتقد في الخرافات عالٍ جدًّا، بالرغم من أنّ الوضع قد تغير الآن جنبًا
إلى جنب مع التطور السريع في العلوم.
ثالثًا: ما هو الفرق بين الأسطورة والخرافة؟ "مقارنة سريعة"
|
المعيار |
الأسطورة |
الخرافة |
|
التعريف |
يمكن تعريف الأسطورة
باعتبارها أسطورة قديمة، قصة، أو حتى حكاية من التاريخ القديم الذي يستخدم لشرح
حدث طبيعي وخصوصًا باستخدام كائنات خارقة. |
يمكن تعريف الخرافة
كما يعتقد بأنها أحد التأثيرات الخارقة للطبيعة أو أحد الممارسات من غير أي أساس. |
|
القصة |
في الأسطورة عادة ما
تنكشف القصة أو الأسطورة لتحتوي على عناصر خارقة للطبيعة مثل الآلهة. |
بينما الخرافات هي
المعتقدات فقط، ولا تنبع من أي قصة. |
|
الحكمة |
تستخدم الأسطورة
لترشيد المجهول؛ أي لإرشاده وتوعيته؛ كنوع من أنواع الحكمة. |
أمّا الخرافة، فلا تستخدم لإرشاد أي شخص أو توعيته. |
|
الاتصال الثقافي |
كل من الأساطير
والخرافات يمكن أن تستخدم في أجزاء من الثقافة أو المنشآت الاجتماعية لمجموعة من
الناس. |
|
|
الشعور الذي تعطيه |
تستخدم الأساطير
لدعم النظام السائد في المجتمع من خلال توفير الشعور المعنوي. |
ولكن، الخرافة لا هذا
توفر الشعور المعنوي. |
|
المحور الذي تدور حوله |
لا تركز الأساطير
حول بعض الأشياء. والحيوانات تدل على
الحظ الجيد والسيئ. |
يمكن للخرافات أن
تتمحور حول بعض الأشياء. وأيضًا، الحيوانات تدل
على الحظ الجيد أو السيئ. |
حكاية القطة السوداء
· حكاية القطة السوداء؛ هي حكاية تجاوزت شهرتها
الحدود المصرية، لتصل إلى الشعوب العربية بصفة عامة.
· نحكي لكم تلك الحكاية وما هي دلالتها أو لأي شيء
ترمز؟
· في البداية نود أن نشير إلى أنّ القطة السوداء؛
هي نذير شؤم وفأل شر ونحس، وأنها تسبب فزعًا وخوفًا عند الكثيرين.
· ويرجع ذلك إلى أنه في العصور الوسطى اعتمد السحرة
على جماجم القطط السوداء في عمل تعويذاتهم، فقاموا بقتل
الكثير من القطط السوداء ويعتقد الجميع أنّ أرواحها عادت لتنتقم من الجميع!
· ومن هنا، ربط الناس بين كلمة القطة السوداء وبين
الرعب والقدر السيء.
· كما ظهر اعتقاد خاطئ وخصوصًا عند الأطفال ليقول
أنّ النظر لمدة طويلة في عين القطة، يجعلها تتحول لشبح مخيف!
حكاية النداهة
·
أمّا عن
النداهة، فهي أسطورة ريفية مصرية تشير إلى فتاة أو جنية في غاية الجمال والحسن،
تظهر في الليالي المظلمة في الحقول أو تخرج من الأنهار.
·
لتنادي على
شخص بعينه بصوتها الناعم؛ لينجذب ويُسحر بمفاتنها وحسن جمالها، ويبدأ في السير خلف
مصدر الصوت حتى طلوع النهار.
·
وحينها، يجد
أهل البلدة ذاك الشخص ميتًا، أو ملقاة جثته في الترع أو المصارف!
·
ولذلك، سميت
بالنداهة؛ نسبة إلى أنه تنادي على الأشخاص بصوتها الجميل والجذاب.
·
يعني، لو كنت
تزور أهلك وأقاربك في الأرياف، وسمعت صوتًا ينده عليك من بعيد.
·
لا ننصحك
بالقيام والسير وراءه؛ لأنك ببساطة قد لا تتمكن من العودة مرة أخرى!
حكاية الدب المتحول
·
وتلك الحكاية
قد لا نسمعها كثيرًا أو لم تصل لنا مثل الحكايات الأخرى؛ نظرًا لأنها من أساطير جيل
التسعينيات.
·
والتي تحكي
لنا عن امرأة اشترت دبًا كبيرًا مصنوعًا من القطن ومخلفات المستشفيات، ويُقال
أيضًا أنه من مخلفات المشرحة من جثث الموتى.
·
وكانت تلك
المرأة تذهب إلى عملها في الصباح، وعندما تعود تجد جميع أعمال المنزل قد تمت على أكمل
وجه!
·
وكانت تعتقد بأن
زوجها الذي يفعل ذلك، وعندما أخبرته بالأمر؛ أجاب بأنه ليس هو من يفعل ذلك!
·
وقتها، شكت
المرأة في أمر هذا الدب! فتظاهرت وكأنها خرجت من المنزل.
·
ولكنها وقفت
تراقب هذا الدب من بعيد، وبينما كان الدب يحمر البطاطس خرجت تلك المرأة فجأة!
·
فرمى عليها
الدب الطاسة بالزيت؛ فأحرق وجهها.
·
ومن هنا، جعلت
قصة الدب المتحول الجميع يخاف من الدببة والأشياء المحشوة بالقطن تحديدًا.
حكاية أمنا الغولة
·
والغول في
اللغة العربية؛ هو كل ما أخذ الإنسان من حيث لا يدري؛ فأهلكه وضلله.
·
نبدأ حكايتنا
عن أسطورة أمنا الغول أو الغولة؛ والتي تحكي أنّ هناك كائنًا خرافيًّا يموت من
ضربة واحدة.
·
وفي الوقت
ذاته إن أخذت ضربة ثانية، عادت للحياة من جديد؛ لتنتقم ممن ضربها أو آذاها.
·
وأبدعت
الأساطير المصرية قديمًا في تصويرها بأنها أشبه الوحش ذو العينان الحمراوان،
ومشقوقة بالطول.
·
وهي تقوم
بالتهجم على الناس في منازلهم؛ لتأكل طعامهم؛ ولذلك نجد في المناطق الريفية أنّ
الأهالي يتركوا أفضل طعامهم على أبواب منازلهم خصيصًا لها!
·
وكل ذلك؛
ليتقوا شرها!
·
يُقال أيضًا
أنّ أمنا الغول كانت ست الحسن والجمال، ولكن بعد أن تزوجت من الشاطر حسن ولم تنجب.
·
كانت تغتاظ من
الأطفال؛ فأصبحت تتحول في الليل إلى غول بشع.
·
وكانت تأكل
الأطفال الصغار والبشر، وتنبش في القبور ليلًا؛ لتأكل جثث الموتى من الأطفال.
·
ننصحكم بتحضير
أفضل الطعام من الآن وتركه على عتبات منازلكم؛ فأمنا الغول قادمة في الطريق إليكم!
حكاية أبو رجل مسلوخة
·
وهي حكاية
أسطورية ريفية مشهورة جدًّا قديمًا، وحتى وقتنا هذا، تتحدث عن رجل بساق مشوهة، ذو
هيئة مخيفة ومرعبة، قبيح الملامح.
·
وسمي بذلك؛
نسبة إلى أنه يمتلك رِجلًا مشوهة يظهر منها اللحم والدم؛ وهو ما نعني بكلمة
مسلوخة.
·
يقوم أبو رجل
مسلوخة بخطف الأولاد الأشقياء الذين لا ينامون باكرًا ولا يطيعون أوامر أمهاتهم.
·
وقيل أيضًا
أنه طفل ولد برجل واحدة مسلوخة، حيث كانت أمه تخاف عليه من الخروج خارج المنزل؛
لألّا يضحك عليه الأطفال.
·
ويومًا ما،
قرر الخروج دون علم أمه، وحين رآه أهل البلدة؛ ضحكوا عليه وسخروا منه؛ فقرر أن
ينتقم منهم، عن طريق خطفهم وقتلهم.
·
ومن هنا،
تحولت تلك الأسطورة إلى قصة تحكى للأطفال الذين يتكاسلون عن القيام بواجبهم المدرسي،
وأنّ أبو رجل مسلوخة منتظرهم على باب المنزل!
وفي نهاية حلقتنا..
ندعوكم لتشاركونا، بأن
تخبرونا عن أي أسطورة أو خرافة كانت تُحكى لكم وأنتم صغارًا، ومن كان راويها؟
وماذا كنتم تفعلون وقتها؟
