قد تتساءل يومًا عن كيف يكون الشخص
أشهر من النار التي يعلم جميعنا مدى حرارتها الشديدة وأضرارها وفوائدها؛ فهو من
الأمور التي لا يجهلها أحد حتى وإن كان أُميًّا، والطريف في الموضوع أنه كيف تكون
النار على العلم ولا تحرقه؟!
فهناك مثل وتشبيه انتشر قديمًا بين
الناس، نردده كثيرًا في مواقف حياتية مختلفة، ولا نعلم أصل هذا المثل، وما هي قصته
الحقيقية التي يجهلها كثير من الناس؟ وأيضًا متى يمكننا القول بأن ذاك المثل
متماشيًا مع ذاك الموقف؟
أسئلة كثيرة تراود ذهنكم وتشغل حيزًا
من تفكيركم، وربما تكون كثير من المواقع والمنصات الاجتماعية المختلفة قد وضحت
جزءًا وليس مجمل هذه الحكاية؛ الأمر الذي يجعلنا نسرد لكم حكاية المثَل المعروف
"أشهر من نار على علم"، فابقوا معنا...
ما هو أصل المثل في اللغة
العربية (لُغويًّا)؟
· تأتي
كلمة أشهر؛ بمعنى أفضل؛ وهنا يُقصد بها الشهرة أو المعرفة المنتشرة أو سمعة الشخص
التي أصبحت على كل لسان.
· أما
كلمة النار؛ فهي النار التي يعلمها الجميع، ولا خلاف على ذلك؛ وسنوضح لكم في الجزء
التالي المعنى الاستدلالي أو الوصفي لاستخدام كلمة النار في هذا المثل.
· وبالنسبة
للعلَم؛ فيعني الشيء المعروف؛ ولا يعني العلم الذي يُرفع في المدارس والأماكن
الحكومية المصنوع من القماش المُلون بلون الدولة كما يعتقد البعض.
· فالعلم
هنا يشير إلى المكان المعروف الواضح للجميع.
إذًا، فما هي حكاية المثل
وقصته؟
· يُحكى
قديمًا أنّ العرب كان من كرمهم وعطاءهم اللامتناهي؛ أنهم كانوا يوقدون نارًا في
الليل على قمة أقرب جبل لهم.
·
لكي يعرف المسافر ليلًا بوجودهم في هذا
المكان؛ فينزل عليهم، ويضيفوه، ويبيت عندهم.
· حتى
إذا أشرقت شمس الصباح؛ استكمل مسيرته وشق طريق سفره حتى يصل إلى محطته المقصودة.
وكيف جاء المثل من تلك القصة؟
·
فكما
وضحنا سابقًا أن العلم في المثل يعني الجبل؛ وهي كناية في اللغة العربية تدل على
أن هذا الشخص معروف؛ فهو علم من أعلام المفكرين والمشهورين.
·
كما أن
النار التي تُوقَد أعلى الجبل؛ هي كناية أخرى عن الشهرة الكبيرة لمن يصفه الناس
بهذا المثل أو يطلقونه عليه؛ فالنار تُرى من على بُعد ومن أي اتجاه.
·
إذًا،
فالشخص الذي نقول له أنت "أشهر من نار على علم"؛ يُقصد بذلك أنه أشهر من
النار التي فوق
الجبل المرتفع والذي يراه الناس من جميع الاتجاهات؛ لدرجة أن الكل يعرفه؛ وهي إحدى
صيغ التفضيل والمبالغة في أساليب البلاغة اللغوية.
نصل في نهاية
قصتنا إلى أنّ هذا المثل يمكن أن نقوله على شخص أصبح معروفًا وشهورًا في تخصص ما،
أو حرفة ما، أو على أي شخص معروف لدى عموم الناس.
