انتشرت قديمًا جملة "امسك الخشب" في العديد من الثقافات المختلفة، فكثير من الثقافات تعتقد أنّ مسك الخشب يطرد الحسد، وربما يجلب الحظ السعيد ويُبعد الحظ السيء، وعلى عكس المتوقع فجملة امسك الخشب منتشرة في الثقافات الغربية أيضًا بداية من القرن التاسع عشر، ولكن أصلها القديم يرجع لما قبل ذلك.

واليوم سنقدم لكم حكاية "امسك الخشب" وأكثر المعلومات الغير معروفة لدى كثير من الناس.

أصل المثل "امسك الخشب"

·       يرجع أصل جملة "امسك الخشب" إلى عدة تفاسير، أبرزها كانت الثقافات الوثنية القديمة؛ حيث كانت تظن أنّ الآلهة والأرواح تسكن في جذوع الأشجار.

·       فعندما يضع الأشخاص أيديهم على الخشب أو يمسكونه أو يطرقون عليه؛ فهي بمثابة طلب حماية من الآلهة أو كطقوس منهم لأخذ الح الجيد من تلك الآلهة.

بداية الحكاية (الحدوتة) في القرن الرابع الميلادي:

·       استنادًا لما ذكره البطريرك الأورثوذكسي اليوناني "أنستاسيوس زافاليس"، أنه كانت تجري العادة قديمًا في عهد الإمبراطور قسطنطين أن يسير المؤمنون بالصليب في مواكب عامة، ويلمسون الصليب الخشبي.

·       بهدف الحصول على البركة والشفاء، حيث كانوا يتبعون في ذلك عقيدة الثالثوث التي يؤمنون بها.

·       فقديمًا، بعد وضع الصليب المركزي الخشبي في القسطنطينية، أصبح من التقاليد والأعراف لمس أي صليب خشبي؛ للبرك به.

·       ومن ثم جرت السنون وأصبحت تلك العادة القبطية القديمة مثلًا رائجًا في أوساطنا العربية ومجتمعاتنا، وتحول الأمر إلى أن لمس أي سطح خشبي للسبب ذاته.

جانب آخَر من الحكاية:

·       ذكر عالم بريطاني يدعى "ستيف رود" في كتابه (The Lore of the playground) أنّ مسك الخشب ارتبط بلعبة أطفال قديمة في القرن التاسع عشر تُسمى "Tiggy Touchwood"؛ وهي لعبة شبيهة بلعبة الغماية أو الاستغماية.

·       فمن يمسك الخشب في هذا اللعبة تكون له حصانة أو حماية، ولا يستطيع لاعب آخر أن يمسك به، ولكن الكثير يستبعد أن تكون هذه هي بداية المثل الشعبي الشائع.

أصل المثل في اللغة القبطية:

·       إن الخشب أو الخشبة في اللغة القبطية الصليب؛ وعند إخوتنا القباط يرمز الصليب أيضًا إلى الخشبة المقدسة.

·        فالمثل الذي نتحاكى به؛ وهو "امسك الخشب"؛ يعني امسك الصليب؛ أي امسك الصليب، ولا وجود لمعنى كلمة الصليب غير الخشبة المقدسة باللغة القبطية.

·       لذلك؛ فهو مثل شائع في مجتمعاتنا، ولكنه مستخدم بكثرة عند الأجانب وفي البلاد الثقافات الغربية أيضًا؛ وهم يستخدمون المثل زاعمين منهم أن التمسك بالخشبة المقدسة، ستحفظهم من كل شيء، وتبْركهم أو تحصنهم من كل شر.