• "جه يكحلها.. عماها"

     

    كتابة محتوى برامج اليوتيوب

    كثير من أصدقائنا ودائرة معارفنا أو أقاربنا يحبون دائمًا أن يضعوا بصمتهم في كل شيء؛ سواءٌ أكان هذا الشيء يعنيهم أم لا يخصهم؛ فما هو إلا أمرٌ فضولي يكرهه الجميع؛ وهو ما نسميه بلغتنا الدارجة (التجويد).

    فلكل منا شخص في حياته يجود ويتدخل بل ويتصرف أيضًا من تلقاء نفسه؛ حتى وإن كان الأمر لا يعنيه أو لا علم له بتفاصيله الدقيقة.

    وقد يُصيب تارة ويخطئ تارات أخرى؛ أي قد تأتي معه حظ وقد تأتي عليه وعلى تدخله في هذا الأمر؛ وهو بذلك يكون بطل حكايتنا لهذه الحلْقة؛ حيث سنتعرف سويًّا عن معنى المثل المنطبق على هذا الشخص؛ وهو "جه يكحلها.. عماها".

    دعونا في البداية نعرف معنى "جه يكحلها.. عماها" في اللغة العربية:

    ·       جه؛ وهي كلمة عامية تعني في الفصحى، أن هذا الشخص قد جاء ليقوم بأمر ما.

    ·       أمّا كلمة يكحلها؛ فجاءت من الكحل؛ وهو من أدوات الزينة للنساء؛ واستخدمت هذه الكلمة في المثل الشعبي؛ لما لها من دلالات على أنّ الكحل تستخدمه المرأة لتزين مظهرها وشكلها الخارجي في أعين الناس؛ فهي أداة تجميل للعين.

    ·       ولكن كلمة عماها، لا يقصد بها أنه قد جعل شخصًا أعمى أو أفقده بصره كما يظن البعض؛ بل هي كناية لُغوية تعني أن الشخص الذي اُطلق عليه هذا المثل قد زاد من الأمر سوءًا بتدخله الهوجائي الغير محسوب؛ حتى وإن كانت نيته غير ذلك.

    قصة المثل:

    أُطلق هذا المثل قديمًا على ألسنة المصريين، ولكن وراء كل مثل قصة وحكاية، بدونها قد لا يظهر لنا هذا المثل الذي نستخدمه كثيرًا في حياتنا، ومن خلال حلقتنا لهذا اليوم، نسرد لكم هذه الحكاية:

    ·       يُروى قديمًا أن رجلًا كان يشك في حب زوجته له؛ لأنها لا تتحدث أو تضحك معه، فذهب لامرأة عجوز ليخبرها عن أمره، فنصحته بوضع أفعى مغلق فمها بإحكام على صدره وهو نائم.

    ·       وبالفعل قام بتنفيذ ما نصحته به؛ حتى تفاجأ بصراخ زوجته وبكائها عليه وهي تحاول إيقاظه بعدما ظنت أنه مات، وحين تأكد من حبها له؛ نهض سريعًا ليخبرها أنه لم يمت.

    ·       ولمّا علمت الزوجة بالأمر غضبت كثيرًا؛ بل وأقسمت أنها لن تعود إليه وتركته.

    ومن هنا أُطلق المثل "جه يكحلها عماها"

    وهناك أيضًا رواية أخرى أُسطورية، ولكنها أكثر انتشارًا تقول:

    ·       في أحد قصور الأثرياء قديمًا، تواجد قطة وكلب ربطت بينهما علاقة صداقة كبيرة بحكم تربيتهما معًا.

    ·       وكان الكلب معجبًا بجمال عيني هذه القطة، التي سألها بدوره عن جمالها ذات مرة؛ فأخبرته أن عيناها بها كحل.

    ·       واعتقد الكلب أن بإمكانه أن يُكحل عيناه كالقطة؛ لتصبحا جميلتين مثلها.

    ·       الأمر الذي جعله يحضر الكحل ليضعه في عينه؛ مما نتج عنه فقع عينه بمخلبه دون قصد، فقد كان معتقدًا أنّ بإمكانه أن يكون جميلًا كالقطة أو يُجمل عينيه كعينا القطة، ولم يقصد فقع عينه.

    ومن هنا، أُطلق أيضًا مثل "جه يكحلها.. عماها" على هذه الحكاية.

    في ختام هذه الفقرة، لا ننصحكم أبدًا أن تكونوا كالزوج الذي افتعل هذه الخدعة أو أن تحاولوا فعل أمر ما لا دراية لكم ولا علم به؛ حتى لا تكونوا قد حاولتم تكحيل الأمر فأفسدتموه أو أعميتموه؛ لكيلا يُطلق عليكم "جه يكحلها.. فعماها".

  • العنوان

    مصر-الجيزة،مدينة 6 أكتوبر

    البريد الإلكتروني

    anasmostafa1994@gmail.com

    أرقام التواصل

    1117575818 (+20)
    1008598991 (+20)