آثـــــار
الأقْصُر وأسوان
مقدمة
ترجعُ أهمية كلٍ من محافظتي الأقْصُر وأسوان إلى عصورِ مصرَ الفرعونية، حيث تعد الأقْصُر أشهرُ عاصمةٍ لمصرَ الفرعونيةِ، وظلت تحتل هذه المكانةَ حتى انتهاء العصر الفرعوني، وسقوط الأسرة الحادية والثلاثون، كما وأنها تحتوي على ثُلُثَ آثار العالم.
وعلى الجانب الآخر.. تعد أسوان آخر محافظات مصر، وبوابةَ مصرَ الجنوبيةِ، ويجمع المدينتين أنهما أهم المناطق السياحية والأثرية بمصر، بجانب أن المدينتين تم تسجيلهما بقائمة مواقعِ التراثِ العالميّ باليونيسكو.
إن هذا الكتاب لهو إشارة صغيرة للغاية عن المدينتين، ولا يعتبرُ زيادةً في المعلوماتِ أو إضافةً لجوانب جديدة، حيث جاء اختيار فكرة الكتاب عن مدينتي الأقْصُر وأسوان بعد تفكير طويل، لِمَا قد نختاره لننشر عنه كتاب، وحين استقرينا على هذه الفكرة، كانت خطة البحث مختلفة لِمَا عليه الآن، فقد كنّا نريدُ للكِتَابِ أن يتحدث عن الأقْصُر وأسوان بشكل عام، وعن السياحة والآثار اللتين تتمتعا بها المدينتين بشكل خاص، بجانب النوبة وتاريخها العريق.
ونظرًا للظروف ولضيق الوقت، ولكوننا اثنتين فقط؛ قررنا أن يكون الكتابُ عبارة عن لمحة بسيطة حول نشأة وأهمية كل مدينة منهما، وعن أهم الآثار لكلا المدينتين، وما هي إلا لمحة بسيطة للغاية، فنحن لم نُبحر في تاريخ المدينتين بشكل كامل، ولم نتطرّق لجميع آثارهما، ولكن أخذنا أشهر ما تحمله المدينتين كلمحةٍ أو كتعريفٍ لأهمية الأقْصُر وأسوان.
وجاء ذلك بعد أن وضعنا في الاعتبار أنّ معظم الشباب حاليًا ونحن منهم، لا يجذبنا الكتاب الذي يتحدث كثيرًا أو يقوم بتكرار المعلومات، فمعظم الشباب لا يملكُ صبرًا لقراءةِ كتابٍ يحملُ صفحاتٍ وكلام كثير، وتحديدًا في مجال التاريخ، فحاولنا أنْ يكونَ الكتابُ بسيطًا؛ كي لا يملُّ من يقرأُه، بالإضافة إلى أننا لا نستطيعُ أنْ نزيدَ عما كَتَبَهُ التاريخ، وما سجّلَهُ المؤرخين والعلماء عن الأقْصُر وأسوان، ويرجع هذا لقلة معرفتنا وخبرتنا البسيطة بالتاريخ، وبكيف يجب الكتابة التاريخية أن تكون.
كما وأنه لم يسبق لنا زيارة الأقْصُر أو أسوان من قبل، وبالتالي فكل ما نعرفه عن المدينتين من معلومات آتٍ من خلالِ الكتبِ والمراجعِ والصورِ المختلفة، ولم يأتي من رؤيةٍ حيةٍ للأماكن؛ لذلك فهي رؤية غير كاملة ينقصها الكثير، ولكنها مجرد رؤية بسيطة للتعبير عن مدينتين من أهم مدن مصرنا الحبيبة.
نرجو أن نكون قد وُفقنا ولو بشكل صغير في تقديم المدينتين.
واللهُ من وراءِ القصد،
المؤلفتان
معبد الكرنك
يُعدُّ معبدُ الكرْنَك هو ثاني أكبر موقع ديني قديم في العالم، وأعظم ما شُيِّدَ من مبانٍ ضخمةٍ لعبادةِ الآلهة، وهو مجمعٌ رائعٌ من المعابد الجميلة التي لا نظيرَ لها، بجانب العديد من الأبنية والأعمدة العريقة، فقد شهد الكرْنَك على العديد من العصور المصرية القديمة كالفرعونية والرومانية، لذلك فهو يعد من أهم المعالم الأثرية الأكثر شهرةً على مستوى العالم.
ويقع معبد الكرْنَك على البر الشرقي لنهر النيل بمدينة الأقْصُر، حيث يبعد عن معبد الأقْصُر بحوالي ثلاثة كيلو مترات، وقد بُني هذا المعبد قديمًا لعبادة الإله الفرعوني الشهير "آمون رع"، وزوجته المعبودة "موت"، وابنهما الإله "خونسو"، حيث يوجد لكلٍ منهم معبدًا بالكرْنَك.
سُميَ المعبدُ بذلك الاسم نسبةً لقريةِ الكرْنَك التي يوجد بها، وكلمة (الكرْنَك) تعني "القرية المحصنة"، والمساحة الكلية لمعبد الكرنك هي 247 فدانًا، وأمَّا معبد آمون الذي يوجد داخل مجموعة معابد الكرْنَك فتبلغ مساحته 140مترًا مربعًا، مزودٌ بقاعةٍ ضخمةٍ لها سقفٌ محمولٌ على 122 عمودًا.
وعن المدخل الجنوبي لمعبد الكرْنَك فتزيدُ مساحتُه عن 60 فدانًا، وبه ثماني مداخل في الشمال توصل معابد آمون رع بمعبد منطو، وقد أحيطت تلك المعابد بسورٍ من الطوب الَّلبِنْ..
معبد "آمون رع" بالكرْنَك
معبد آمون رع في الكرْنَك
الصرح الأول:
نصلُ إليه عن طريق الكبَّاش، وهو عبارةٌ عن بوابةٍ ضخمةٍ، حيث يؤدي هذا الصرح الأول إلى فناءٍ واسعٍ محاط بأروقة ذات أعمدة، ووسط هذا الفناء هناك بقايا عمود تم تشييده من قبل الملك "طرقا"، وعلى يسار الصرح الأول قام الملك "سيتي الثاني" بتشييد ثلاثة مقاصير لثالوث طيبة، وقام "رمسيس الثالث" ببناء مقاصير أخرى للثالوث في مبنى آخر.
الصرح الثاني:
يوجد كثيرٌ من أجزائه مهدمةٌ، ويُزيَّن مدخله تمثالين للملك رمسيس الثاني، كما لم يبقى إلا تمثالًا في الجهة اليسرى يصل طوله إلى 15 مترًا، وتوجد تماثيل صغيرة أخرى بين رجلي التمثال لإحدى بناته.
ونجد الصالة الكبيرة بها الكثير من الأعمدة، التي يصل طول كل عمودٍ بها إلى 20 مترًا، حيث يدخل النور إلى الصالة عن طريق نوافذ توجد أعلى الرواق؛ فتنير الإضاءة الأعمدة وتظهر النقوش الرائعة المرسومة على الأعمدة.
وبالنسبة لبهو الأعمدة فيعد من الأعمال الضخمة الرائعة للملك سيتي الأول وابنه الملك رمسيس الثاني، حيث يصل طول بهو الأعمدة إلى 102 مترًا، وعرضها 53 مترًا، ويحتوي بهو الأعمدة على 134 عمودًا.
الصرح الثالث:
يُعد بوابةً للمعبد في عهد الملك أمنحوتب الثالث ولم يتبقى منه إلا القليل.
الصرح الرابع:
يوجد الصرح الرابع من جهة الشرق، وتم تشييده في عهد الملك تحتمس الأول.
الصرح الخامس:
شيد الملك تحتمس الصرح الخامس، ولم يتبقى منه إلا حطام حجارة، ومسلتان لم يتبقى منهما أيضًا إلا واحدةً مزينةً بخراطيشِ الملك.
الصرح السادس:
شيده تحتمس الثالث والملكة حتشبسوت، ويقع خلف الصرح الخامس، وقد شيدت حتشبسوت فناء مربع به السلتان وأهدته إلى الإله آمون.
وعن فناء قدس الأقداس.. فيتميز بوجود عمودين من حجر الجرانيت، أعلى كلٍ منهما زهرتان ترمزان لقطري مصر الشمالي والجنوبي، وتزينه زهرة اللوتس بالنقش البارز.
وأما عن غرفة قدس الأقداس، فهي مبنية من الجرانيت الوردي، وجدرانها منقوشة بنقوش دينية، تمثل نقل المركب المقدس لآمون، وقد شارك في تزيين قدس الأقداس الملك "أريد يوس".
معبد مدينة هابو
أو
معبد الملك
"رمسيس الثالث"
معبد مدينة هابو
يقع معبد مدينة هابو أو معبد الملك "رمسيس الثالث" على الضفة الغربية بمدينة الأقْصُر، أنشأهُ رمسيس الثالث لإيواء السفن المقدسة، ويُعتبر هذا المعبد نموذجًا للمعبد المصريّ الكامل، فهو يبدو بصرح عظيم يزينه تمثالان رائعان للملك من الخارج، ويليه من الداخل فناء مكشوف، ويظهر الملك على الأعمدة في هيئة أوزوريس، والجدران مزخرفة بالنقوش التي تمثل الملك في أوضاعٍ مختلفة أمام "الإله آمون".
ثم يليه دهليز به صفان من الأعمدة..
الأول منها يتكون من أعمدة تلتصق بها تماثيل "أوزيرية" على نمط تماثيل الفناء.
والصف الثاني يتكون من أربعة أعمدة على هيئة ورق البردي، ويقودنا هذا الدهليز إلى بهو الأعمدة الذي يؤدي بدوره إلى المقاصير الثلاثة الخاصة بإيواء السفن المقدسة لثالون "طيبة"، حيث يوجد بجوارها عدة غرف مظلمة لاحتياجات العبادة.
وكان هناك تمثالان عظيمان يزينان واجهة هذا الصرح للملك "رمسيس الثاني" وهو واقف، ولكن لم يتبق إلا التمثال الأيمن، ونجد هناك نقوشًا على أعمدة وجدران تمثال الملك "سيتي" وابنه "رمسيس الثاني"، وهما يقدمان القرابين للآلهة المختلفة، كما يوجد أيضًا مناظر محفورة تمثل كلًا منهما في حروبهما المختلفة مع أعداء مصر من الحيثيين والليبيين.
وشيد في بداية حكم الملك رمسيس الثالث كمعبد جنائزي وأُشرف على بناء المعبد "آمون مس" أمين خزانة معبد آمون، ويعتبر من أكبر المعابد الجنائزية التي خُصِّصَت لتخليد ذكرى الملوك في عصر الدولة الحديث.
ويحتوي المعبد على 134عمودًا، وكلها على هيئة سيقان البردي، وتعلو الأعمدة المرتفعة منها أتواجٌ على شكل أزهار البردي المتفتحة، أما الأعمدة القصيرة فتيجانها على هيئة البراعم المقفلة لزهور البردي أيضًا.
معبد "الإله خونسو"
معبد"الإله خونسو"
بناه الملك "رمسيس الثالث" وهو ثاني ملوك الأسرة العشرين سنة 1198 قبل الميلاد، وأتم بناءه "حريحور" رئيس الكهنة الذي أصبح ملكًا فرعونًا عام 1085 ق.م، وهو آخر ملوك الأسرة العشرين.
ويتكون المعبد من صرح قام بنقشه الكاهن "بي نجم"، وهو ثامن ملوك الأسرة الحادية والعشرين، ويليه فناء ذو أعمدة على شكل ورق البردي، وتيجانها على هيئة براعم أزهار البردي أيضًا.
يلي هذا الفناء دهليز به اثنا عشر عمودًا يؤدي إلى بهو أعمدة تظهر على جدرانه نقوش من عهد "رمسيس الحادي عشر" عاشر ملوك الأسرة العشرين، ويوجد مقصورة المراكب المقدسة الخاصة "بخونسو" والمحاريب المظللة من حولها، وبها نقوش ومناظر من عهد "رمسيس الرابع".
ويقف خلف المحراب فناءٌ صغيرٌ به أربعةَ أعمدة، وتتصل به سبع حجرات صغيرة من عهد "رمسيس الثالث" و"الرابع"، وقد خُصصت حجرة لهما لعبادة "أوزير" الذي نراه راقدًا على سريره، وإلى جانبه "إيزيس" و"نفتيس" تبكيان عليه.
طريق الكباش في الكرْنَك
طريق الكباش في معبد الكرْنَك
طريق الكباش هو طريق يربط بين معبد الأقْصُر ومعبد الكرْنَك، يتكون من صفين متساويين بهما تماثيل لأبي الهول، على شكل رأس كبش حيث أن الكبش يرمز للإله آمون، ويرمز رأس الكبش في الدولة المصرية القديمة إلى الإله خانو، وهو أحد الآلهه في الديانة المصرية القديمة ويعرف باسم الإله الخالق لديهم.
يوجد بين كل تمثال منهم فجوةٌ قطرها أربعة أمتارٍ، ونقوشٍ للملكةِ حتشبسوت كالتي توجد على جدران مقصورتها الحمراء بمعبد الكرْنَك.
وبنى الفراعنة القدماء طريق الكباش؛ لكي تسير به المواكب المقدسة في أعياد الأوربت، يتقدم الملك الموكب ومن خلفه الوزراء والكهنة خلف الزوارق المقدسة، والشعب على جانبي الصف يحتفلون بالعيد.
يعد الملك أمنحتب الثالث هو أول من قام ببناء طريق الكباش، والذي يبلغ طوله 2.72 كيلومترًا وعرضه 700 مترًا، ونُحتت تلك التماثيل من الحجر الرملي حيث أخذ من بينهما تمثالين شكلًا مختلفًا، وهو الجسم على شكل أسد والرأس إنسان، فالأسد عن الدولة المصرية القديمة يرمز إلى إله الشمس، وآخر على رأس كبش.
ويبتعد طريق الكباش عن الصرح الأول مسافة 20 مترًا، حيث كان المصريين القدماء يعتقدون أن تلك الكباش تقوم بحماية المعبد، حيث يوضع كل تمثال على قاعدةٍ مختلفة، ويوجد تحت كل رأس كبش تمثالًا للملك، على اعتبار أن الإله آمون في هيئة كبش ليحمي الملك، ووجد بقايا لتماثيل الكباش بالقرب من الصرح الثاني، حيث أنه يُعتقد أن طريق الكباش كان ممتدًا إلى هناك.
معْبَدُ الأقْصُر
معْبَدُ الأقْصُر
يعد من أبرز معابد البر الشرقي، يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل بالقرب من معبد الكَرْنَك بمدينة الأقْصُر، وتأسس في سنة 1400 قبل الميلاد، ويعود تاريخ بناءه إلى عصر الدولة الوسطى.
كما يُعد من أهم الأبنية القائمة بالمعبد هي تلك التي شيدها الملك "أمنحوتب الثالث"، والملك "رمسيس الثاني" الذي أضاف إلى المعبد الفناء المفتوح والصرح والمسلتين، كما أقام الملك "تحتمس الثالث" مقاصيرَ لزوار ثالوث طيبة المقدس، وقام "توت عنخ آمون" باستكمال نقوش جدرانه.
وقد دمرت المقصورة الثلاثية التي قد شُيدت من قبل في عهد الملكة "حتشبسوت" و"الملك" تحتمس الثالث" من الأسرة الثامنة عشرة، ثم أُعيد بناؤها في عهد الملك رمسيس الثاني.
يبدأ مدخل المعبد بالصرح الذي شيده رمسيس الثاني وبه تمثالان ضخمان يمثلانه جالسًا، ومسلتين إحداهما مازالت في مكانها، والأخرى في باريس.
تمثالُ "رمسيس الثاني" داخل معبد الأقْصُر
هو عبارةٌ عن بوابةٍ ضخمةٍ يتوسطها مدخلُ المعبد، ويوجد جناحين، واحدٌ أيمن والأخر أيسر، والجناحالأيمن يوجد به النقوش التي تَصِفُ المعارك الحربية، التي قام بها الملك رمسيس الثاني مع الحيثيين، وكانت هذه المعارك في العام الخامس من حكمه.
ويوجد صرح للملك أيضًا على الجزء الأيمن من الجدار، حيث يوجد الملك رمسيس الثاني مع العسكريون، وبمنتصف الجدار يوجد العربات التي استخدموها بالمعركة، وأيضًا يوجد المعسكر الذي هُزم به الحيثيين، ونجد في الجزء الأيسر من الجدار رسمةً للملك رمسيس الثاني، وهو يقوم برمي الأعداء بالأسهم وهم يهربون خائفين منه، ويوجد بأقصى الشمال منظر الأمير قادش وهو مذعورٌ والأسهم بعربته.
كما يوجد أيضًا شرحٌ للمعركة كلها باستخدام النقش الهيروغليفي، وبأسلوب شعري بالجزء الأسفل من الجدار، ويبدأ هذا النص من الجناح الأيمن إلى الجناح الأيسر، ونجد أيضًا بهذا الجدار أربعُ فجواتٍ عمودية، فجوتان منهم موجودتين بالجناح الأيمن، والفجوتان الأخرتين موجودتين بالجناح الأيسر، حيث خُصصت تلك الفجوات لوضع ساريات الأعلام، وفوق هذا الصرح أربعُ فتحاتٍ مُخصصين لتثبيت الساريات.
مَسلَّات معبد الأقْصُر
مسلة معبد الأقْصُر
كان يتقدمُ صرحَ رمسيس الثاني مسلتين من حجر الجرانيت الوردي.
المسلة الغربية منهما الآن وتُزين ميدان الكونكورد في باريس منذ عام 1836.
وأما المسلة الشرقية وهي قائمة الآن أمام البرج الشمالي، فتُزين قاعدتها بمجموعة من القرود المهملة لإله الشمس.
وقد سُجل على هاتين المسلتين بالنقوش الهيروغليفية اسم الملك رمسيس الثاني وألقابه، كما يُمثل على قمتها وهو يقدم القربان إلى الإله آمون.
معبد حتشبسوت
معبد حتشبسوت الجنائزي
سُمي بجوهرةُ معابد الأقْصُر.. فهو أكبر وأهم المعابد الجنائزية في عصر الدولة الفرعونية، يتميز بعظمة هندسته المعمارية الفريدة، ويُعرف المعبدُ أيضًا باسم الدير البحري، وتم إقامته أسفل منحدرٍ صخريّ في منطقة الدير البحري الذي يُعد من أهم المناطق الأثرية في الأقْصُر، والواقعة على الضفة الغربية لنهر النيل.
يُعدُّ أحسنَ ما بقيَ من معابدَ بُنيت منذ نحو3500 سنة في الدير البحري بمصر، والهدف من إقامته هو لعبادة الإله آمون، وكانت الملكة حتشبسوت هي من أمرت بإنشائه، وهي ابنة الملك "تحتمس الأول"، ويُعتبر "سنينموت" هو الذي قام بتصميمه والإشراف على بنائه، حيث تُوجد مقبرته أسفل الطابق الأول للمعبد.
يتكون المعبد من جزئيين: الجزء الداخلي وهو خاصٌ بالأموات، والجزء الخارجي وهو خاص بالأحياء.
كما يوجد به ثلاثة طوابق متتابعة على شُرُفاتٍ مفتوحة، وقد بُنيَ المعبد من الحجر الجيري ونُصب أمام أعمدة الطابق الثاني تماثيل من الحجر الجيري للإله "أوز وريس"، وللملكة حتشبسوت أيضًا.
وكانت تلك التماثيل ملونة، حيث لم يبقى من الألوان الآن إلا بعضًا من الآثار، ولكن هناك بعض التماثيل بحالة جيدة مازالت تحتفظ بألوانها على الرغم من مرور آلاف السينين، ونجد على جدران المعبد نقوشًا لبعثاتٍ بحريةٍ أرسلتها الملكة حتشبسوت إلى بلاد بونت (الصومال) للتجارة.
معبد أمنحتب الثالث
معبد أمنحتب الثالث
من المعابدَ الجنائزيةِ التي كانت تُبنى للأموات في مصر القديمة بالأَقْصُر، يتكون المعبد من:
فناء مفتوح: يضم 64عمودًا بتيجان على شكل حزم البردي، ويعتبر اجتماع الشعب عند زيارتهم للمعبد بغرض تقديم القرابين والولاء للآلهة والملك.
صالة الأعمدة: وتحتوي على 32 عمودًا، صممت على شكل بتيجان زهرة البردي، موزعين على 4 صفوف، وجدران الصالة تضم النقوش والرسومات التي تُمثل تقديم القرابين من الطيور والأسماك.
صالة احتفالات: تضم 14عمودًا بتيجان على شكل زهرية بردي مفتوحة، كما أن جدران الصالة مزينة بمناظر الاحتفال السنوي.
حجرة مائدة القرابين: مخصصة لوضع الطعام والقرابيين الخاصة بالآلهة، وجدرانها مزينة بالنقوش الفرعونية والرسومات التي توضح علاقة الملك بالآلهة، وتقديم القرابين لهم.
مقصورة القارب: وهي الحجرة التي تضم قارب الإله "آمون"، وتتزين جدرانها بالنقوش التي توضح أداء "الإسكندر الأكبر" للعبادات والطقوس الدينية.
معبد الرامسيوم
معبد الرامسيوم
من المعابد الجنائزية، ويعتبر من أجمل المعابد المصرية، التي بناها الملك رمسيس الثاني، وهو أكثر الملوك الذي بُنيت لهم معابد ولكن كان أهمها معبد الرامسيوم.
حيث يضم المعبد تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثاني، ويوجد على جدار المعبد نقوشًا تحكي طبيعة الحياة في هذه الفترة التاريخية، بالإضافة إلى المعارك الشهيرة التي انتصر فيها الملك رمسيس الثاني على الحيثيين، وكيفية تخطيطه للحرب.
يتكون معبد الرامسيوم من بقايا طرق وأعمدة أوزيرية متكسرة وصرح ضخم تهاوى نصفه.
معبد خنوم بإسنا
معبد خنوم باسنا
شُيّدَ معبد خنوم قبل 3 آلاف عام، على بُعد مائة متر من نهر النيل بمدينه الأَقْصُر، ومازال يُعد أهم مَعْلَم أثري في مدينة إسنا، فهو محتفظ بألوانه الزاهية، وأعمدته العالية، وكان مؤسسه الفرعون تحتمس الثالث، والوحيد المتبقي في إسنا من بين 4 معابد أُنشئت في المدينة خلال العصور المصرية القديمة.
يأخذ المعبد شكلًا مستطيلًا بواجهة ذات طراز معماري، ويماثل عمارة المعابد المصرية القديمة في العصرين اليوناني والروماني ويحمل سقفها 24 اسطوانةً بارتفاع 13 مترًا، مزخرفة بنقوش بارزة ذات تيجان نباتية متنوعة بألوان زاهية.
تضم صالة المعبد عددًا كبيرًا من الأعمدة المنقوشة برسومات ونقوش دينية ذات طراز معماري، معروفة به العصور المتأخرة، ويُعرف باسم الأعمدة المتصلة حيث تُعد واحدة من أجمل صالات الأعمدة الأثرية على الإطلاق من حيث تطابق النسب، وطريقة نحت تيجان أعمدتها وبقائها في حالة جيدة من الحفظ حتى يومنا هذا.
وأما الجزء الجنوبي من واجهة معبد خنوم، فقد تَحلى بمناظرَ تمثل خروج الإمبراطور "تيتوس" في هيئة فرعونية من قصره حاملًا رموزًا دينية، تعكس المعتقدات التي كانت سائدة خلال فترة تشييد المعبد.
وعن الواجهة الغربية للمعبد، حيث نجد نقوشًا تُجسد الإله خنوم برأس كبش وجسد إنسان، بالزي الإلهي داخل قرص الشمس، وترجمة هذه النقوش تعني أنّ الإله خنوم مَحْمي من قبل رَعْ إله الشمس عند المصريين القدماء.
وادي المُلُوك
وادي الملوك
يَقَع وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل، بقلب مدينة طيبة الجنائزية القديمة، وينقسم وادي الملوك إلى واديين:
الوادي الشرقي: حيث توجد أغلب المقابر الملكية.
الوادي الغربي:
ويعتبر أهم المعالم في الأَقْصُر، ويضم أهم المقابر الملكية ذات نقوش جدارية، توضح العقائد الدينية في ذلك الوقت، وبعض الأشخاص المهمين من حاشية الأسر الحاكمة لمصر الفرعونية.
وصل عدد المقابر التي تم اكتشافها حتى الآن إلى 63 مقبرةً، أهمها مقبرة الملك توت عنخ آمون.
وادي المَلِكَات
وادي الملكات
يقع بالقرب من وادي الملوك الشهير، وهو مكان دَفْن ملكات الأسر الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين، بالأضافة إلى العديد من الأمراء والأميرات، وعدد من طبقة النبلاء.
تُعد مقبرة الملكة نفرتاري أشهرهم، ومن النقوش والرسومات الموجودة في مقبرة الملكة نفرتاري منظرٌ للملكة وهي تتعبد للإله أوزيريس والإله أنوبيس ثم الاله نيت.
ومن ضمن الرسومات التي توضح حياة الملكة نفرتاري منظر يوضح الإله حورس ابن إيزيس وهو يقود الملكة إلى الإله حور، ثم منظر آخر يوضح الملكة وهي تجلس داخل مقصورة تلعب لعبة شبيهة (بالداما) وأمامها طائر "البا" بوجه إنسان.
دير المدينة
دير المدينة
توجد المدينة في شمال وادي الملوك، وبالتحديد على الضفة الغربية لنهر النيل، حيث نشأت بلدة دير المدينة القديمة خلال الدولة الحديثة، وبها بقايا لبيوت العمال وعائلاتهم، ومقابرهم المرسوم فيها رسومات بديعة تعطي صورًا حيةً عن حياتهم ومعتقداتهم.
كما عُثر بالقرب منها على بئر ماءٍ جافٍ، ويبدو أن البئر قد أصابه الجفاف في هذا الزمن البعيد بحيث كان العمال يرمون فيه شقفات من الفخار مكتوب عليها رسائل، وبعضها مرسوم عليه ما يطرأ في الخيال.
تلك الشقف تُصوّر جانب مهم من الحياة الاجتماعية، وطريقة تعامل العمال مع بعضهم البعض في هذا الوقت، وهي الآن بمثابة "مكتبة " نقرأ منها عن حياتهم اليومية في الماضي، مثل خطابات الأحباء ورسائل الغرام والشكوى والدعاء.
معبد هاتور بدندرة
معبد دندرة
يوجد في الطرف الشمالي من دير المدينة، وقد أُنشيء على شاطئ النيل متخذًا اتجاهًا من الشمال إلى الجنوب، أثناء الأسرة السادسة القديمة، وطُوّرَ بناؤه فيما بعد في عهد الإغريق والرومان.
ويتميز المعبد بفن معماري فريد وغني باللوحات والنقوش، كما توجد على جدرانه مخطوطات هيروغليفية، حيث تُغطي الجدران والأعمدة تماثيلَ محفورة بالغة الدقة والجمال، وتُبين النقشات الموجودة على الجدران الداخلية للمعبد القياصرة الرومان أغسطس وتبريوس ونيرو، وهم يقدمون القرابين إلى الآلهة على النحو الذي كان يتبعه قدماء المصريين.
تأتي بعد دخول البوابة الكبيرة للمعبد صالة كبيرة بدأ بناءها القيصر أغسطس، وأنهى بناءها القيصر "نيرو"، وهي مرفوعة على 24 من الأعمدة مصفوفة في أربعة صفوف، حيث يبلغ ارتفاعها 27 مترًا ويصل طولها إلى 43 مترًا.
وتأتي بعد تلك الصالة، والمكونة من ثلاث صالات أخرى مختلفة الأحجام، و11 من الغرف الجانبية الصغيرة، ويبلغ طول المعبد 81 مترًا وعرضه 34 مترًا.
تمثالا "ممنون" أو عمالقة "ممنون"
عملاقة ممنون
تمثالا ممنون أو عملاقة ممنون، وهما عبارة عن تمثالين ضخمين راسخين منذ آلاف السنين، على يمين الطريق المؤدي إلى مقابر الموتي بوادي الملوك والملكات.
وهو تخليدًا لذكرى الفرعون "أمنحوتب الثالث"، أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وأقوى أسرة حاكمة في تاريخ مصر القديم.
أُشرف على بنائهما المعماريّ الشهير أمنحتب بن حابو، وأُطلق عليه اسم "ممنون" في عهد الإغريق؛ نتيجةً لتصدع التمثالين، فكان يمر الهواء من خلال تلك التصدعات محدثًا صوتًا غنائيًا حزينًا، وفسر الإغريق أن هذه الأصوات هي بكاء أم البطل "ممنون"، الذي تم قتله علي يد أخيل في حروب طروادة.
معبد أبو سمبل
معبد أبو سمبل
عُرف باسم "معبد رمسيس" المحبوب من قبل آمون، حيث بدأ بناء مجمع المعبد في حوالي 1244 قبل الميلاد، واستمر لمدة 21 عامًا تقريباً، حتى 1223 قبل الميلاد.
ويعد واحدًا من أصل ستة معابد في النوبة، والتي أقيمت خلال عهد رمسيس الثاني، وقد كان الغرض منها هو تعزيز مكانة الدين المصري في المنطقة، ويعتبر عمومًا أروع وأجمل المعابد التي كُلّفَت في عهد رمسيس الثاني، وواحدًا من الأجمل في مصر.
استغرق بناء المعبد العظيم في أبو سمبل ما يقرب من عشرين عامًا، وقد أُنجز في حوالي 24 سنةً من حكم رمسيس العظيم عام 1265 قبل الميلاد، وكان مخصصًا للآلهة آمون، راع ـ حاراختي، بتاع، وكذلك لرمسيس.
وبه أربعة تماثيل ضخمة للفرعون، مع تاج عاطف المزدوج للوجهين البحري والقبلي لتزيين واجهة المعبد، ومكلل بكورنيش فيه 22 قردًا رباحًا، كما أنه يُحيط المدخل عبدة الشمس.
وكانت التماثيل الضخمة منحوتة مباشرة من الصخور، حيث كان يقع فيها المعبد قبل نقله، فجميع التماثيل تمثل رمسيس الثاني جالسًا على العرش مرتديًا التاج المزدوج للوجهين البحري والقبلي لمصر.
فالتمثال الذي يقع على يسار المدخل قد تضرر من زلزال، ولم يبق سليمًا إلا الجزء السفلي من التمثال، ويمكن أن نرى الرأس والجذع تحت قدمي التمثال.
وبجوار ساقي التمثال الضخم، هناك تماثيل أخرى لا تزيد في الارتفاع عن الركبتين من الفرعون، وهذا يصور نفرتاري الزوجة الرئيسية لرمسيس والملكة الأم موتاي وله ابنان آمون هر خبشف، رمسيس، وله ست بنات.
وأما عن المدخل نفسه.. فهو متوج بنقش ضئيل البروز، يمثل صورتين للملك وهويعيد الصقر ذو الرأس راع حاراختي التي يقف تمثالها في مشكاة كبيرة.
وهذا الإله يمسك في يده اليمنى عقد الهيروغليفية، فن الكتابة المصرية الفرعونية المُستخدم والريشة، في حين يمسك في يده اليسرى معات آلهة الحقيقة والعدالة، وعلى رأس واجهة المبني متوج بصف من 22 قردًا رباحًا، وأذرعتهم مرفوعة في الهواء، ويفترض أنهم يعبدون الشمس المشرقة، وملامح أخرى بارزة لواجهة المبنى، ولوحة يُسجل فيها زواج رمسيس من ابنة الملك هاتسيلي الثالث.
وإذا تطلعنا للجزء الداخلي من المعبد سنجده نفس التصميم الثلاثي، مع انخفاض في حجم الغرف من مدخل المعبد.
فالمعبد عبارة عن هيكل معقد جدًا؛ نظرًا للعديد من الحجرات الجانبية، فإن قاعة الهيبوستايل (ويطلق عليها أيضًا بروناوس) تتكون من ثمانية أعمدة ضخمة تصور رمسيس المتحدي والمرتبط بالإله أوزيريس، إله الجحيم، ويشير إلى الطبيعة الأبدية للفرعون، التماثيل الضخمة على طول الجدار في الجهة اليسرى، وتحمل التاج الأبيض للوجه القبلي، بينما الذين على الجانب المقابل يرتدوا التاج المزدوج للوجهين البحري والقبلي.
وعلى الجزء السفلى من جدران بروناوس تبرز صور لمشاهد من المعارك التي شنها الحاكم في حملات عسكرية، فالتمثال هو لمعركة قادش على نهر العاصي التي تُسمى في وقتنا هذا سُورِيّا، والتي حارب فيها ملك مصر ضد الملك حيثيون، حيث يظهر ملك مصر على عربة السهام، ويطلق السهام ضد الهاربين من العدالة الذين يؤخذوا كأسرى، وتظهر انتصارات مصرية أُخري في ليبيا والنوبة.
المعبد الصغير
المعروفُ أيضًا باسم المعبد الصغير، وهو معبد حتحور ونفرتاري، وقد بُني علي بعد حوالي مائة متر إلى الشمال الشرقي من معبد رمسيس الثاني.
وكان قد خُصص للآلهة حتحور، ورمسيس الثاني، وزوجته نفرتاري، وفي الواقع هذه هي المرة الثانية في التاريخ المصري القديم التي يُكرّسُ فيها معبدًا للملكة، فالمرة الأولى كانت عندما خصص أخناتن معبدًا لزوجته الملكة العظيمة نفرتيتي.
ونجد هنا قطع الصخر التي في الواجهة مزينة بمجموعتين من العمالقة، وتُفصَل بالبوابة الكبيرة، فارتفاع التماثيل أكثر بقليل من عشرة أمتار للملك والملكة.
وعلى الجانب الآخر من البوابة نجد تماثيل للملك، مرتديًا التاج الأبيض لصعيد مصر (ضخم للجنوب) والتاج المزدوج (ضخم للشمال)، وهذه التماثيل يحيط بها تماثيل الملكة والملك، ويكون تمثال الملك والملكة متساويين في الحجم.
وإذا نظرنا لتماثيل الملكات، نجدها واقفة بجانب الفرعون، ولكن لم تكن أطول من قامة ركبتيه، ويشهد هذا الاستثناء لقاعدة منذ وقت طويل، على الأهمية الخاصة التي توليها لنفرتاري من قبل رمسيس، الذي ذهب إلى أبو سمبل مع زوجته المحبوبة في السنة الرابعة العشرين من حكمه، للمعبد الكبير، والمخصص للملك، كما يوجد به تماثيل صغيرة لأمراء وأميرات إلى جانب والديهم.
وأما عن قاعة الهيبوستايل أو البروناوس فهي محمولة على ستة أعمدة، مزينة بمشاهد للملكة تلعب بسينسترم (أداة مقدسة للآلهة هاذور)، جنبًا إلى جنب مع آلهة حورس، خنوم، خونسو، وثوث، والآلهة هاذور، إيزيس، وماعت، في مشهد واحد لرمسيس، وهو يقدم الزهور أو حرق البخور.
وبالنسبة للأعمدة الرئيسية، فهي تحمل وجه الآلهة هاذور، وهذا النوع من العمود يعرف باسم هاذورك، وفي قاعة الركائز بروز توضح تأليه الملك، وتدمير أعدائه في الشمال والجنوب (في هذه المشاهد الملك ترافقه زوجته)، وتقديم الملكة عروضًا لآلهة هاذور وموت.
وقاعة الهيبوستايل يليها ردهة تجعل الوصول من خلال ثلاثة أبواب كبيرة، وعلى جدرانجنوب وشمال هذه الغرفة يوجد اثنين من البروز، النباتات لهاذور الذي يُوصف بأنه بقرةٌ على متن سفينة تبحر في حزمة من أوراق البردي.
وعلى الحائط الغربي، نجد رمسيس الثاني ونفرتاري يقدموا عروضًا للآلهة حورس والإلهيات خنوم، وأنوبيس، ساتيس.
والجدير بالذكر أن لكل معبد كاهنٌ مخصوصٌ يمثل الملك في الاحتفالات الدينية اليومية، ينبغي أن يكون فرعون هو الكاهن الوحيد لأداء الطقوس الدينية اليومية في مختلف المعابد في مختلف أنحاء مصر.
ولكن في واقع الأمر، فإن الكاهن الأكبر هو الذي لعب هذا الدور، فكهنة هليوبوليس أصبحوا الأوصياء للمعرفة المقدسة واكتسبوا سمعة الحكماء.
معبد إدفو
معبد إدفو
معبد إدفو المعروف باسم معبد الإله حورس، ويعتبر الجوهرة التي تملتكها مدينة إدفو، كما أنه من أجمل وأفخم المعابد الموجودة في مصر على الاطلاق.
استغرق تشيده مائة وثمانين عامًا، حيث بدأ بناء المعبد في عهد الملك بطليموس الثالث عام 237ق.م، وانتهت زخرفته في عام57ق.م، وقام باكتشافه العالم الأثري الفرنسي "أوجست مارييت" عام1860م.
ويتكون معبد إدفو من بوابة كبرى، وهي المدخل الرئيسي للمعبد، وقد تمت صناعتها من خشب الأرز المُطَعَّم بالذهب والبرونز، ويعلو البوابة قرص الشمس المجنح، وأمامها أيضًا صقران ضخمان من الجرانيت.
بالإضافة إلى فناءٍ واسعٍ يُحيط به صفين من الأعمدة في ثلاثة جوانب وهي:
الجوانب الشرقية والغربية والجنوبية.
كما نرى على جدران الفناء نقوشًا ورسوماتٍ، تُعبر عن عيد اللقاء الجميل، الذي يحتفل به المعبد سنويًا، بجانب تمثال ضخم للإله حورس وهو يرتدي التاج المزدوج، والموجود بصالة المعبد.
معبد كلابشة
معبد كلابشة
معبد كلابشة، والذي تم بنائه عام 30 قبل الميلاد تقريبًا، وكان ذلك خلال الحكم الروماني لمصر، ويُعرف معبد كلابشة أيضًا بمعبد ماندوليس، وكان الغرض من إنشاءه هو لعبادة الآلهة ماندوليس إله الشمس عند النوبيين، ويُعد معبد كلابشة معبد مصري قديم، وموقعه الأصلى باب الكلابشة، ويبعد حوالي 50 كم عن جنوب أسوان، على الضفة الغربية للنيل.
وتم بناؤه في عهد الإمبراطور أغسطس، وأُنشئ على أطلال معبد آخر للملك أمنحوتب الثالث، لكن لم يتم الانتهاء منه.
فعلى الرغم من أن المعبد أُنشئ في العصر الروماني، إلا أنه يحتوي على رسوم للإله حورس على الحائط الداخلي للمعبد، كما يحتوي المعبد على دَرَجٍ يؤدي للسطح، الذي يطل على منظر مفتوح للمعبد، وعلى البحيرة المقدسة.
بالإضافة إلى أنه توجد العديد من السجلات التاريخية على جدران المعبد، منها أوامر القائد الروماني أورليوس بيساريون عام 250 ميلاديًا، والتي يمنع فيها دخول الخنازير للمعبد، وكذلك كتاباتٍ للملك النوبي سيلكو، والتي يُسجل فيها انتصاراته على بلميس ويمثل نفسه كجندي روماني على ظهر فرس، وسيكلو كان ملكًا نوبيًا مسيحيًا لمملكة نوباتيا.
معبد فيلة
معبد فيلة
كان معبد فيلة مخصص للآلهة إيزيس خلال القرن الثالث قبل الميلاد، فقد كانت الآلهة إيزيس من أهم وأقوى الألهة في مصر التي كان يقدسها كلاً من الرومان واليونان.
فقد قام الإمبراطور أغسطس قيصر في القرن التاسع ببناء معبد للألهة إيزيس في الجهة الشمالية من معبد فيلة، وقد تسبب فيضان النيل في غرق معبد فيلة؛ مما أدى إلى تقسيمه وإعادة تجميعه في موقع جديد، فوق جزيرة أجيليكا، والتي تبعد حوالي 500 متراً عن مكانه الأصلي بجزيرة فيلة، وذلك بعد بناء السد العالي، وكما حدث في معبد أبو سمبل ومعبد كلابشة خوفاً من فيضانات النيل.
وإذا أخذنا جولة داخل معبد فيلة من الداخل، فسنجد أنه يتكون من:
فناء كبير مفتوح، ومُحاطٌ بالأعمدة الضخمة المزينة بالنقوش النباتية والرسومات الممتزجة بين الحضارات المصرية والرومانية واليونانية.
ويوجد على الجانبين الشرقي والغربي عدة أعمدة مزينة بالتيجان، وهي تعبر عن كل حقبة تاريخية وعصر مر على معبد فيلة، ويحيط نهر النيل بهذا الفناء الكبير مما يُضيف سحرًا وجمالًا لإطلالة الفناء، بالإضافة إلى بعض النقوش التي تعبر عن ملوك مصر الفرعونية والإمبراطورية الرومانية واليونانية، وهم يقدمون القرابين للألهة إيزيس والإله آزوريس.
كما يوجد فناء صغير يحتوي على 7 اعمدة على الجانب الغربي مزينةً برأس الإله حتحور، وترجع احتفالية السبوع لدى المصريين إلى هذه الأعمدة السبع، حيث كان يعتقد المصريون القدماء أنه إذا مر على المولود 7 أيام ولم يصبه أي مكروه، سوف يكون بخير، فكانت هذه الأعمدة هي بيت الولادة، وكان يُقام بها احتفالات المولود الجديد.
وأما عن "قدس القداس" فكانت حجرة مخصصة لعبادة الألهة إيزيس داخل معبد فيلة، هذا بجانب أن معبد فيلة تضم مبانيه معبداً للإله حتحور.
معبد بيت الوالي
معبد بيت الوالي
يعتبر أقدم معابد الملك رمسيس الثاني في النوبة السفلى، ويقع على بعد 55 مترًا عن جنوب أسوان، وكان مكرسًا للآلهة "آمون والإله خنوم وعنقت"، وقد تم نقل المعبد عام1960م خلال بناء السد العالي، حيث نُقل إلى موقع أعلى من موقعه القديم قرب معبد كلابشة جنوب السد العالي.
ويُعد معبد بيت الوالي واحدًا من مجموعة معابد قام رمسيس الثاني ببنائها في منطقة النوبة القديمة؛ كدليل على سيطرته ونفوذه، وتعود تسميته الحالية إلى "ناسك مسيحي".
وما زالت توجد نقوش واضحة، ولكن النقوش الأكثر أهمية قد زالت ألوانها، وبالقرب من منتصف الحائط الجنوبي توجد نقوش تصور رمسيس الثاني، وهو يستعد للحشد؛ للقيام بحرب ضد النوبيين.
معبد الدكة
معبد الدكة
معبد الدكة، هو معبد روماني يوناني مخصص لعبادة الإله المصري القديم "تحوت" إله الحكمة، يقع في النوبة السفلية، المعبد أُنشئ كحجرة صغيرة أو مقام بدأ إنشائها في القرن الثالث قبل الميلاد، بأمر من الملك المروي أرقماني، وبالتعاون مع الملك بطليموس التاسع.
حيث تم توسيع المعبد بإضافة بهو الأعمدة بصفين وربما ثلاثة صفوف من الأعمدة، وخلال الحكم الروماني لمصر قام الإمبراطور أغسطس وتيبريوس بتوسعة المعبد بإضافة حوائط داخلية وخارجية، وقدس أقداس ثاني وصرح، وكانت أبراج الصرح مزينة برسوم وكتابات من الزوار باللغة اليونانية والديموقراطية والمروية.
كما توجد رسوم لأبقار قُدمت كقربان للإله "تحوت"، خلال عملية إنشاء السد العالي، وتم نقل المعبد وتركيبه في وادي السبوع.
وقد تم اكتشاف أحجارًا أثناء عملية نقله ترجع إلى عصر تحتمس الثالث وسيتي الأول ومرنبتاح، وأصبح الآن الصرح الأمامي للمعبد منفصلٌ عن باقي أجزاء المعبد؛ نتيجةً لفقدان عدد من الحوائط الداخلية.
معبد المحرقة
معبد المحرقة
يقع معبد المحرقة في النوبة السفلية، ويبعد حوالي 120كم عن أسوان في اتجاه الجنوب.
معبد سيرابيس وإيزيس بالمحرقة:
تم نقل معبد المحرقة تم بعد بناء السد العالي عام1960م، وقد كان مخصصًا لعبادة الإله سيرابيس والآلهة إيزيس، وبالرغم من أنه معبد مصري روماني، لم يتم نسبه لأي من ملوك مصر الرومانيين؛ حيث أنه لم يتم اكتماله أو الكتابة عليه، ولكن يرجع إلى أنه تم إنشائه في عهد الإمبراطور أغسطس.
وكان الجزء الوحيد المكتمل من المعبد هو فناء محاط بأعمدة من ثلاث جهات، ويتميز بوجود سلم حلزوني يصل إلى سقف المعبد، وهو السلم الحلزوني الوحيد الذي وجد في معبد نوبي.
معابد جزيرة الفنتين
معبد خنوم
أنشأت مختلف الأسر الحاكمة معابد لها، كما يوجد معبد الإله "خنوم" الذي لم يبق منه سوى عمودي المدخل الرئيسي، وبالقرب منه يوجد مقبرة كباش لنفس الإله، بجانب مقصورات لتخليد ذكرى حكام الفنتين، ومن أهمهم (حقا إيب)، وسجل ملوك البطالمة وبعض الأباطرة الرومان أسمائهم على جدران المعابد.




