عُرفت الدولة العثمانية قديمًا بكثرة الحمامات الشعبية لديها، وتميزت وتطورت في بنائها المعماري والحضاري الفريد من نوعه، والذي لا يوجد له مثيل في بلدان أخرى حتى وقتنا هذا.

من تلك الحمامات ذات الطراز الفريد تبدأ حكايتنا اليوم عن مَثل مشهور ابتُدع من هذه البؤرة وانطلق من الدولة العثمانية قديمًا، ليصل إلى مجتمعاتنا العربية، ونشرع في استخدامه بكثرة.

وهو ما سنتقدم بعرضه بشيء من التفصيل وبمعلومات قد تكون جديدة عليكم، ولكن برؤية وزاوية جديدة، ننفرد بها لجمهورنا ومتابعينا.

نبدأ رحلتنا في التعرف أولًا على الحمامات التركية القديمة:  

·       للحمامات التركية أهميةٌ كبيرة وطقوسٌ طويلة لتنظيف الجسد بقيت حتى هذا اليوم، مع اكتساب شعبية متزايدة في التهافت عليه، وما زال ينتشر مع مرور الزمن.

·       كما أنّ للحمام التركي مبنًى خاصً به، يتميز بتصميمه المعماري المخصص لحفظ درجة الحرارة، مع قُبةٍ وشكلٍ فني رائع وجميل، وللمبنى ثلاثة أقسام مختلفة وفقًا لدرجة الحرارة ومرحلة الحمام.

·       ويتكون القسم الرئيسي من قاعةٍ سقفها على شكل قُبة لها نوافذ صغيرة تسمح بدخول القليل من أشعة الشمس، وفي المركز مسطح رخامي للتدليك حيث يستلقي عليه المستحمون.

·       أمّا القسم الثاني فيحتوي على بِركة الماء الساخنة والصابون؛ وهي غرفة الحمام للاستحمام، وتأتي الغرفة الثالثة والأخيرة لتكون غرفةٌ باردة للاسترخاء بعد الانتهاء من الاستحمام.

لماذا تُسمى بالحمامات التركية؟

·       أطلق الغربيون اسم الحمام التركي عليه؛ لأنهم تعرفوا عليه بواسطة الإمبراطورية العثمانية، فالبداية كما ذكرنا سابقًا لتلك الحمامات كانت من الدولة العثمانية (سابقًا)، تركيا (حاليًّا).

·       وفي يومنا هذا، فللحمام التركي شعبيةٌ كبيرة وانجذابٌ سياحي من الدرجة الأولى، وخاصةً في العاصمة إسطنبول، وبشكلٍ عام في تركيا، فهي بمثابة المزارات السياحية التي تجذب الكثيرين لزيارة تركيا، وتدر دخلًا اقتصاديًا للدولة التركية.

إذًا، فما علاقة الحمامات التركية بالمَثل الرائج "دخول الحمام مش زي خروجه"؟

·       تبدأ حكايتنا من العصر العثماني، حين قرر أحد الأشخاص افتتاح حمامًا تركيًا، فوضع لوحة كُتب عليها (دخول الحمام بالمجان).

·       الأمر الذي جعل الناس آنذاك يتسارعون ويتزاحمون لدخول الحمام المجاني؛ لتجربته والاستمتاع بالاسترخاء التام.

·       ولمّا كان الزبائن داخل الحمام، قام الرجل باحتجاز ملابسهم والتحفظ عليها، وعندما قرروا الخروج من الحمام، ولم يجدوا ملابسهم.

·       قال لهم الرجل أنه لن يسلمهم ملابسهم حتى يدفعوا ثمن الحمام!

·       فتفاجئ الناس بتغيير الكلام، وأن الحمام كُتب عليه مجانًا، فكيف يطلب منهم تكلفة دخول الحمام.

·       وقتها، ردّ عليهم الرجل قائلًا: (دخول الحمام مش زي خروجه)، ومن هنا بدأت حكاية المثل الذي انتشر بقوة في أوساطنا الشرقية ومجتمعاتنا العربية عمومًا.

استخدام المَثل:

·       يستخدم مَثل (دخول الحمام مش زي خروجه)، حينما يتورط شخص ما في مشكلة لم تكن بدايتها تشعره بأي ريبة.

·       أو أنك إذا كنت ترى أمر ما سهلًا يسيرًا، ولكن حين دخلت في تفاصيله وبدأت في التعامل مع هذا الأمر، تكتشف أنه عكس ذلك تمامًا؛ وتردد (أنّ دخول الحمام مش زي خروجه).

·       فالقَصد من المثل لا يعني الحمام تحديدًا كما يعتقد البعض، ولكنه يصلح لأي موقف مشابه لحكايتنا التي سردنها لكم.