الأَقْصُر
تعددت أسمائها عبر التاريخ.. فهي واست – طيبة - مدينة النور - مدينة الشمس - مدينة المائة باب - وأخيرًا الأقصر.
تعد من أقدم المدن المصرية، حيث يصل عمرها إلى سبعة آلاف سنة، وتحمل فوق أرضها ثُلُثَ آثار العالم، فقد كانت عاصمة مصر الفرعونية، ويعود تأسيسها للأسرة الرابعة وذلك لموقعها المتميز، حيث تقع الأَقْصُر جنوب مصر وبالقرب من مدينة أسوان بحوالي 220 كم، ومن مدينة قنا بحوالي 56 كم، وتعد ضمن مدن محافظة قنا بصعيد مصر، كما أنها تبعد عن القاهرة بنحو 670 كم جنوبًا.
احتلت مكانة رفيعة ومهمة في التاريخ الفرعوني، خصوصًا في عصر الأسرة الحادية عشر، حيث أصبحت مركزًا للحكم والعاصمة أيضًا، وذلك بعد الصراع الذي دار بين الأسرة التاسعة والعاشرة، في عهد الأسرة الثامنة عشر.
فقد استطاع أهل طيبة أن يصدوا هجمات الهكسوس عن مصر ويحفظوا الأمن والسلام مرةً أخرى، كما أنها كانت مركزًا لعبادة الآلهة "آمون رع"، بجانب أنه قد بُني فيها العديد من المعابد التي كان يسعى المصري القديم أن يتقرب للإله من خلالها؛ ذلك لقدسية الحياة الدينية عند المصري القديم.
وقد قُسمت المدينة لجزئين هما:
البر الشرقي: والذي خُصص للمعابد، حيث رمزوا لجهة الشرق بالحياة وبداية كل يوم جديد، وبالتالي كان المصري القديم يؤدي صلواته وعبادته مع شروق الشمس وهو موجه لاتجاهها، ومن أشهر المعابد التي اُشتهرت بها هي معبد الكرنك، والذي يُعد أكبر دور عبادة في العالم أجمع ومعبد الأَقْصُر.
البر الغربي: والذي خُصص للمقابر والمدافن الفرعونية أكثر، حيث رمزوا لجهة الغرب وغروب الشمس بانتهاء الحياة، وأشهرها وادي الملوك، الذي تم اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي (توت عنخ آمون) به، ووادي الملكات.
وبالتالي فمعابد الجهة الشرقية ترمز للحياة ومقابر الجهة الغربية ترمز للموت.
وأما الآن.. وبعد مرور سنوات، فتعد الأَقْصُر أهم المدن والمناطق السياحية بمصر على الإطلاق، حيث يسعى جميع السائحين الذين يزورون مصر الذهاب للأَقْصُر، ورؤية آثارها، والتمتع بالمناخ الصحراوي صيفًا، أمّا بالنسبة للمصرين فإنها تُعد سياحة شتوية أكثر، فتكثر رحلات السياحة الداخلية للأَقْصُر بفصل الشتاء.
