الفصل الأول
الشقيقتان السينمائيتان
في البداية وقبل
أن أبدأ في سرد كتاباتي عن أبطال الفصل الأول في هذا البحث، أود الإشارة إلى أني
سأتخذ مسارًا مختلفًا في كتابتي، فحين بحثت في مصادر عديدة عن معلومات تخص أبطالنا
الفنيين، وجدت كل المصادر تتحدث عنهم بصيغة الغائب؛ لأنهم توفوا منذ فترة طويلة
كما نعلم.
ولكن اخترت
أن أكتب البحث بصيغة الحاضر، إحياءً لشخصيهما الكريم، وتمجيدًا لأعمالهما الفنية
العظيمة التي لطالما انبهرنا بها وبأدائهما منقطع النظير، الذي أثر في كثير منا
ولا زالت الأجيال تتابع أعمالهما الفنية حتى الآن؛ لما لها من إثارة وتشويق وعمل
درامي رائع.
لذلك اخترت
أن أكتب البحث وكأن هاتان الشخصيتان العظيمتان يعيشوا بيننا الآن وفي عصرنا هذا، بل
وكأنهما هما من كتبا عن نفسيهما ولست أنا من أكتب عنهما، ولتكن الشقيقتان هما محدثونا
ونحن قراؤوهما، لتكنا كما عهدناهما هما من قدما المادة الفنية لنا، ونحن جمهورهما
المترقب لكل كلمة تحدثتا بها وكتاباها لنا.
الشقيقتان الفنانتان هما (سرينا إبراهيم) وهي الأخت الكبرى
غير الشقيقة للممثلة (نجمة إبراهيم)، ونبدأ باستعراض ما تكتبه لنا الأخت الكبرى
سرينا إبراهيم، فتحدثنا سرينا عن نشأتها وميلادها، وأعمالها الفنية المتنوعة
مرورًا بمراحلها المختلفة من غناءٍ وتمثيل للمسرح وانتهاء للأفلام السينمائية، كما
نستطرد الحديث حول تفاصيل في حياتها، وكيف كانت علاقتها بأختها الأصغر نجمة
إبراهيم.

سرينا إبراهيم
@ النشأة والميلاد
اسمي سرينا إبراهيم يوسف، ولدت في الثالث من يوليو عام 1888م بالقاهرة وأنا
مصرية من أصل أسرة يهودية، وكانت أسرتي تهتم بتعليم البنات حتى المرحلة الابتدائية
تعليمًا راقيًا، حيث تخرجت في مدرسة "ليسيه فرانسيه"، فأتقنت الفرنسية
بجانب إلمامي باللغتين العربية والعبرية.
@ الحياة الفنية
·
بدأت حياتي الفنية وأنا في الثامنة عشر من عمري وتحديدًا
في عام 1905م، حيث انضممت إلى فرقة "إسكندر فرح" كمؤدية للغناء وراقصة
أيضًا، واحترفت التمثيل، ثم انتقلت إلى فرقة
سلامة حجازي، ومنها إلى فرقه سليم عطا الله 1910م، وفرقة جورج أبيض 1912م، ثم فرقة
جورج أبيض 1920م، وفرقة فاطمة رشدي، وفرقة يوسف وهبي 1928م، عند إنشائها، ثم إلى
فرقة أمين عطا 1925م، فإلى فرقة مصر 1930م، وفرقة اتحاد الممثلين 1934م، حتى سِدْتُ المسرح المصري، وانتهى بي المطاف في الفرقة
القومية المصرية عام 1935م.
·
أصبحت مشاركة أساسية بالغناء والتمثيل في كثير من الأوبريتات
التي كانت تقدمها فرقة الشيخ سلامة حجازي حتى رحيله عام 1917م.
·
استطاعت سرينا عبر سنوات طويلة من العمل في المسرح
المصري بكافة أنواعه وأساليبه، أن تكشف مقدرة خاصة جعلتها تلعب البطولة النسائية
الأولى في العديد من الفرق التي التحقت بها، حيث ازداد نجاحها ووصل لذروته مع فرقة
رمسيس لصاحبها يوسف وهبي عند افتتاحها عام 1923م، وشاركت في العديد من الأعمال
المهمة مثل:
(الأرستقراطي
– بائعة الزهور – عنترة – الملك لير – بيت تهدم..).
·
واحتلت سرينا مركزًا متقدمًا بين ممثلات فرقة فاطمة رشدي
وجميعهن من اليهوديات والمتمصرات من أمثال "مرجريت نجار"، "فيوليت
صيداوي"، "بهيجة المهدي"، "سارة شوقي"، "ليندا
جورج" وغيرهن.
·
وصفتني الصحافة في هذه الأيام بالممثلة الرشيقة، نظرًا
لتعدد أعمالي وكثرة مشاركاتي الفنية في أدوار مختلفة جذبت الجمهور لمتابعتي.
·
ومن بعد نجاحي في الأعمال التراجيدية والغنائية عند يوسف
وهبي ومنيرة المهدية، اتجهت إلى فرقة نجيب الريحاني، وقدمت من خلالها أكثر من
مسرحية كوميدية.
·
وفي عام 1935م انتقلت إلى الفرقة القومية عند افتتاحها
على يد الرائد الكبير زكي طليمات، فظللت بها حتى مطلع الأربعينيات.
@ الحياة الغنائية
كان حنيني للغناء يعاودني من وقت لآخر، لدرجة أني قمت
بتعبئة بعض الأسطوانات، والتي عرفت باسم "سرينا المصرية".
فكان من أشهر ما غنيت دور "أفديه إن حفظ الهوى"،
والذي أنتجته شركة أسطوانات أوديون في أوائل الثلاثينيات بعد سنوات من قيام السيدة
أم كلثوم بغنائه، كما غنيت قصيدة "أراك عصي الدمع"، وهو شعر لأبي فراس
الحمداني باللحن الذي وضعه الشيخ أبو العلا محمد وليس بلحن الموسيقار رياض
السنباطي كما هو الآن.
@ الحياة السينمائية
لم أقدم الكثير للسينما، ولم يتجاوز عدد الأفلام التي
قدمتها عن خمسة عشر فيلمًا، بدايةً من فيلم "عنتر أفندي" عام 1935م وهو
من إخراج سان ستيفان روسيتي، بالإضافة إلى أفلام أخرى مثل: (ليلى وهو إخراج توجو
مزراحي)، (وادي النجوم – طاقية الإخفاء وكليهما من إخراج نيازي مصطفى)، ولكن أشهر
الأدوار التي قدمتها كان دور كبيرة الجواري في فيلم "دنانير أمام كوكب الشرق
أم كلثوم" وكان من إخراج أحمد بدر خان سنة 1940م.
@ الأعمال الفنية
تنوعت أعمالي الفنية بين مسرحيات وأفلام سينمائية
وأغاني..
·
مثلت مسرحيات
بالفرق المختلفة قبل عام 1935م، منها:
"شهداء
الغرام"، "القضية المشهورة"، "ضحية الغاوية"، "لويس
الحادي عشر"، "أحدب نوتردام"، "غادة الكاملياة"،
"السلطان عبد الحميد"، "الجبابرة"، "أولاد
الفقراء"، "أهل الكهف"، "يوم القيامة"، "عزيزة
ويونس"، "الأب ليبونار"، "المروحة"، " العباسة"،
"وتاج المرأة".
·
ومنذ
منتصف الثلاثينيات بدأت في الظهور في الأفلام بأدوار ثانية، ولكنها لم تقدم
للسينما الكثير، حيث شاركت في السينما بـ 11 عمل أشهرها (من الأقدم للأحدث):
|
التاريخ |
اسم الفيلم |
|
1935 |
عنتر أفندي |
|
1936 |
كله إلا كدة |
|
1938 |
خدامتي |
|
1939 |
دنانير |
|
بائعة التفاح |
|
|
تمن السعادة |
|
|
1940 |
أصحاب العقول |
|
الورشة |
|
|
1942 |
ليلى |
|
1943 |
وادي النجوم |
|
1944 |
طاقية الإخفاء |
|
ابنتي |
·
من
أشهر ما غنيت:
"سافر حبيبي"، وقصيدة
"أفديه إن حفظ الهوى".
@ سرينا وأختها نجمة
إبراهيم
-
جمعني أنا وأختي الصغرى الغير شقيقة (نجمة إبراهيم)
فيلمًا واحدًا فقط وهو فيلم "الورشة" وكان هذا هو العمل السينمائي
الوحيد الذي جمعنا سويًا.
-
ووفق ما دونه مؤرخو تلك الفترة الزمنية عن حياة (سرينا
إبراهيم) وعلاقتها بأختها الغير شقيقة، فبرغم أن سرينا بدأت مشوارها الفني مبكرًا
وسبقت فيه أختها الصغرى نجمة إبراهيم، إلا أنها لم تصادف النجاح والشهرة اللذين
حققتهما نجمة.
-
ربما..
لأنها بدأت مشوارها السينمائي وهي في السابعة والأربعون
من عمرها، بعد أن كانت قد فقدت رشاقتها المعروفة والكثير من جمال وجهها، وأنهكها
العمل بالمسرح.
-
وربما..
لأنها لم تجد مثل أختها دورًا كدور السفاحة
"ريـــّا" في فيلم المخرج (صلاح أبو سيف) الشهير "ريّا
وسكينة" سنة 1953م؛ كي يظهر موهبته التمثيلية ويصنع اسمها الكبير.
-
وربما أيضًا..
لأنها انسحبت مبكرًا نسبيًا من الحياة الفنية قبل منتصف
الخمسينيات سعيًا وراء الوهم الكبير.
-
بالرغم من أن أختها الأصغر نجمة إبراهيم حققت نجاحات
فنية كبيرة في سنوات معدودة، إلا أنها كانت تتحاشى ذكر أختها الكبرى مكتفية القول
بأنها نسيت كل ما له علاقة بماضي أسرتها وطائفتها في إشارة دفينة بتبرؤها من أختها
سرينا إبراهيم.
@ تفاصيل في حياة سرينا
إبراهيم
·
طوال حياتها حافظت سرينا إبراهيم على يهوديتها ولم تتحول
عنها بعكس أختها نجمة إبراهيم، بل عرفت بالمواظبة على الذهاب إلى المعبد، واحتفظت
بكثير من صداقاتها مع الأسر اليهودية في ذلك الوقت.
·
تزوجت من ثري يهودي وهو سالم مزراحي قيل إنه من عائلة
مزراحي الشهيرة، وعاشت هي وزوجها في الإسكندرية حتى قيام دولة الصهاينة
فهاجرت إليها، وبعد نشوب حرب 1948م
واحتلال فلسطين استجابت سرينا لضغوط الوكالة اليهودية وإغراءاتها، وآمنت بالفكر
الصهيوني، فقررت الهجرة إلى إسرائيل هي وزوجها في مطلع الخمسينات، وتردد أنها
تركتها سريعًا إلى فرنسا بعد أن اكتشفت زيف الدعاية الإسرائيلية، وفي تل أبيب
حاولت سرينا أن تجد لنفسها فرصًا في الغناء أو التمثيل، لكنها اصطدمت بواقع مغاير
لما كانت تسمعه عن جنة أرض الميعاد.
@ ماذا قال يوسف وهبي عن
سرينا إبراهيم؟
كما ذكرنا سابقًا أن سرينا إبراهيم تمكنت من العمل في
المسرح المصري بكل أشكاله وألوانه، وأن موهبتها مكنتها من احتلال البطولة النسائية
الأولى في العديد من الفرق المسرحية التي التحقت بها، وتحديدًا مع فرقة رمسيس
لصاحبها يوسف وهبي عند افتتاحها عام 1923م.
إلا أن يوسف وهبي روى في مذكراته: "أنه في أثناء
عرض مسرحية "الشعلة" عام 1924م، أن اعتذرت السيدة روز اليوسف عن أداء
دورها الكبير بحجة المرض المفاجئ، وإنقاذًا للموقف أسندت الدور إلى السيدة سرينا
إبراهيم، فكادت تحدث فضيحة، إذ أن استظهار دور كهذا يتطلب كفاية فنية على أعلى
مستوى، ووقتً كافيًا، فانهارت قوى السيدة سرينا إبراهيم في أثناء التمثيل، ولم
تستطع إتمام الدور، وقد تحاشيت الكارثة بأن نبت عنها في تتمة الموقف الدرامي بحوار
من عندي يؤدي معنى ما كان يجب أن تقوم بأدائه الممثلة.
@ وفاتها
توفيت سرينا إبراهيم في
إسرائيل، في الثالث والعشرين من فبراير عام 1954م، عن عمر يناهز 66 عامًا.

نجمة إبراهيم
@ النشأة والميلاد
·
ولدت نجمة
إبراهيم أو (بوليني أوديون) وهو اسمها الحقيقي في 25 فبراير من عام 1914، تنتمي لأسرة
يهودية مصرية بالقاهرة، وكانت الأسرة تعيش في مصر كمصريين،
لذلك حين جاء اليوم الذي هاجر عدد من اليهود إلى خارج مصر رفضت ابنته "بوليني" الهجرة، ودرست في
مدرسة الليسيه بالقاهرة أيضًا، إلا أنها لم تكمل دراستها مفضلًة المجال الفني.
·
تلقت دراستها
بين المدارس الفرنسية والعربية، وأتقنت اللغتين إلى درجة أنها كانت تقرأ بالفرنسية،
وتحفظ عن ظهر قلب قصار سور القرآن الكريم.
·
وعرفت بملكة
الرعب، والتي كرهها المصريون في أدوار الشر، وهذا الكره دليل على براعتها في
تجسيده، ولعل من أشهر أدورها دور "ريا" في فيلم ريا وسكينة عام 1953،
الذي يروي قصة سفاحتي الإسكندرية (ريا وسكينة) في العشرية الثانية من القرن
العشرين، وقد نال الفيلم شهرة عريضة للدرجة التي بات الناس ينادون نجمة إبراهيم
باسم دورها في الفيلم "ريا".
@ الحياة الفنية
·
كان السبب في تعلق نجمة بهواية التمثيل وبدية مشوارها
الفني هو أن أختها الكبرى غير الشقيقة الفنانة الراحلة سرينا إبراهيم، والتي كانت
رائدة من رائدات المسرح، عملت بين فرق عزيز عيد وجورج أبيض وعبد الرحمن رشدي
ومنيرة المهدية، فكانت تصحب معها أختها الصغيرة نجمة إلى المسرح، فتعلقت بتلك
الهواية، واعتلت خشبة المسرح وهي لا تزال في سن الطفولة.
·
وتاريخها الفني يقول، إنها تنقلت في سن العشرينيات من
عمرها بين كثير من الفرق المسرحية كفرق يوسف وهبي ونجيب الريحاني ومنيرة المهدية،
كممثلة ومغنية في فرق الملحنين، وأيضً بين فرق
·
لكن بدايتها الحقيقية في المسرح تبدأ في عام 1930م،
عندما التحقت بفرقة فاطمة رشدي أثناء رحلتها الفنية إلى العراق، واشتركت في الغناء
في مسرحيتي "شهرزاد" و"العشرة الطيبة" للموسيقار الخالد سيد
درويش.
·
لما عادت الفرقة إلى القاهرة انفصلت عنها وكونت فرقة
مسرحية خاصة بها، قدمت على مسرح "برنتانيا" بشارع عماد الدين مسرحية
اجتماعية بعنوان "مأساة الحلمية" وهي من تأليف شوكت التوني المحامي.
@ الحياة الاجتماعية
·
تزوجت
مرتين؛ الأولى من الملقن عبد الحميد حمدي لمدة 9 سنوات، وتزوجت أيضًا الممثل
والملحن عباس يونس.
·
ومن نصفها الأول وهو الفن، إلى نصفها الثاني وشريك عمرها
في الحياة والفن (عباس يونس)، الذي لم يكن مجرد زميل لها في الفرقة القومية كممثل
بعد أن درس المسرح في لندن، وإنما أيضًا كان كشكولًا فنيًا وفريد من نوعه، فقد كان
كاتبًا مسرحيًا وسينمائيًا وإذاعيًا، ومخرجًا ومطربًا وموسيقارًا.
·
تم زواجهما في عام 1944م، لكنه كان يرقب نجمها في إعجاب
كصوت غنائي منذ سنة1930م، إذ كان لقاؤهما الأول معًا في فرقة فاطمة رشدي أثناء
رحلتهما إلى العراق، وقد قام بوضع ألحان بعض مسرحياتها مثل: (زليخا امرأة العزيز)
لحامد عبد العزيز، و (البعث) لتولستوي.
·
وقف عباس يونس بجانب نجمة إبراهيم ليس كزوج وزميل، بل
كمعلم وأستاذ في سبيل صقل مواهبها الغنائية الدرامية، فأخرج لها برامج غنائية إذاعية
مثل: برنامج (زبيدة) عن مسرحية "العباسية" لعزيز أباظة، فقد درس الدراما
المسرحية في لندن وشاهد الفرق العالمية التي تقدم مواسمها في دار الأوبرا.
·
رغم أن
المثل المصري يقول وراء كل رجل عظيم امرأة.. إلا أن يونس عكسه وأثبت أن وراء كل
امرأة عظيمة رجل عظيم مثلها، فقد كان عظيمًا في وقوفه وراء زوجته في أصعب لحظات
حياتها، حين فقدت بصرها حتى اللحظات الأخيرة كانت مستندةً إلى ذراعه تحضر البروفات
في مسرح «الجيب» وتتحرك على خشبة المسرح لخطوات محسوبة، وعندما تعود إلى منـزلها
تستمع إلى زوجها وهو يقرأ لها الدور حتى تؤديه على المسرح في اليوم التالي.
@ الأعمال الفنية
· كما ذكرنا سابقًا فبداية
نجمة إبراهيم كانت في ثلاثينيات القرن الماضي، من خلال التنقل بين الفرق المسرحية
المختلفة، مثل نجيب الريحاني وبديعة مصابني وبشارة واكيم وغيرهم.
· ومن المسرح للغناء فعملت كمطربة في فرقة فاطمة رشدي، ثم
بدأت حياتها السينمائية من خلال فيلم الورشة عام 1940، سبقه الغناء في فيلم
"تيتاوونج" عام 1937.
· ثم انطلقت بعدها
لتقديم العديد من الأفلام أشهرها "ريا وسكينة" و"جعلوني
مجرمًا" و "لن أبكي أبدًا" و"الليالي الدافئة"
و"إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة".
·
ولديها ثلاثة
أفلام من قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهم "ريا وسكينة،
جعلوني مجرمًا، صراع الأبطال".
·
قدمت ما يقرب من 60 فيلمًا سينمائيًا، آخرها
«صراع الأبطال»، عام 1962، ومن أشهر أدوارها بخلاف «ريا»، قدمت عام 1951 فيلم «أنا
الماضي»، أمام زكي رستم، وفاتن حمامة، ولعبت فيه دور شقيقة «حامد»، الذي أدى دوره
زكي رستم، حيث يسعى للانتقام من زوجين ظلماه وتسببا في دخوله السجن وعند خروجه
يكتشف وفاتهما فيقرر الانتقام منهما عبر ابنتهما وتساعده في الأمر أخته، التي تؤدي
دورها نجمة إبراهيم، كما قدمت عام 1954 فيلم «جعلوني مجرمًا»، أمام الفنان فريد
شوقي وجسدت دور «دواهي» المرأة الشريرة التي تقود عصابة تسخر من خلالها الأطفال
للتسول والسرقةومن أدوارها الهامة دورها في فيلم أنا الماضي عام 1951م، بالاشتراك
مع زكي رستم وفاتن
حمامة.
· كما قدمت عددًا
من المسرحيات يصل إلى حوالي 100 عرض، كان آخرها عام 1967 بعنوان «أغنية الموت»،
بالإضافة إلى عدد من المسلسلات.
ونستعرض أعمالها بشكل أوضح على النحو التالي:
-
فقد مثلت
أدوارًا مهمة في مسلسلات مثل: "الساقية" و "الضحية" و
"الرحيل".
-
ومثلت أيضًا العديد من المسرحيات المختلفة بالفرقة
القومية وهي كما يوضحها الجدول الآتي:
|
أعمال نجمة إبراهيم
المسرحية في الفترة من
1935:1960م |
|
الملك لير |
|
سافو |
|
الأستاذ كلينوف |
|
الجريمة والعقاب |
|
الأب ليونارد |
|
المال والبنون |
|
زوج كامل |
|
كلنا كدة |
|
الست هدى |
|
مدرسة الإشاعات |
|
المليونير |
|
الصحراء |
|
الجزاء والحق |
|
اللعب بالنار |
|
سر الحاكم بأمر الله |
|
شهرزاد |
|
زواج الحلاق |
|
القضية |
-
ومن أهم المسرحيات العديدة إلى أهم الأفلام السينمائية،
التي يوضحها الجدول وفق تاريخ الأقدم إلى الأحدث:
|
الفيلم |
العام |
الفيلم |
العام |
|
تيتاوونج
(غـناء) |
1937 |
الشك
القاتل |
1953 |
|
الورشة |
1940 |
حب في
الظلام |
1953 |
|
ليلة
الفرح |
1942 |
ريا
وسكينة |
1953 |
|
عايدة |
1943 |
أربع
بنات وضابط |
1954 |
|
رابحة |
1945 |
رقصة
الوداع |
1954 |
|
عنتر
وعبلة |
1945 |
جعلوني
مجرماً |
1955 |
|
عودة
القافلة |
1946 |
ريا
وسكينة [مسرحية] |
1955 |
|
ملك
الرحمة |
1946 |
إسماعيل
يس يقابل ريا وسكينة |
1955 |
|
لحن
حبي |
1948 |
رنة
الخلخال |
1955 |
|
رجل
لا ينام |
1948 |
الجريمة
والعقاب |
1957 |
|
اليتيمتين
|
1948 |
لن
أبكى أبداً |
1957 |
|
مغامرات
عنتر وعبلة |
1948 |
المرأة
المجهولة |
1959 |
|
كرسي
الاعتراف |
1949 |
الليالي
الدافئة |
1962 |
|
ولدي |
1949 |
هذا
الرجل أحبه |
1962 |
|
أنا
الماضي (رواية) |
1950 |
الفرسان
الثلاثة |
1962 |
|
ضحيت
غرامي |
1951 |
صراع
الأبطال |
1962 |
|
خدعني
أبي |
1951 |
العودة
للريف |
1963 |
|
ليلة
غرام |
1951 |
أغنية
الموت [مسرحية] |
1976 |
|
الحب
بهدلة |
1952 |
نحن
لا نزرع الشوك |
1970 |
· حلمت بمنافسة كوكب الشرق
ولكن..
إذ كانت تمتاز بالصوت الجميل حتى فكرت في الاتجاه للغناء الفردي، بتقليد أم
كلثوم التي كانت شائعة في ذلك الوقت، فكانت أحلامها في الحياة أن تكون مطربة تنافس
أم كلثوم على عرش الطرب أو على المسرح الغنائي، لكن مواهبها وقدراتها كممثلة
تراجيدية وكوميدية، طغت على مواهبها كمطربة، وشاءت لها أن تلمع وتتألق – رغم ما
طبعت عليه في حياتها الخاصة من رقة وطبيعة خيّرة – لتصبح ملكة متوجة على عرش أدوار
الرعب.
· من أشهر مصطلحاتها
الشريرة..
-
مثل
عبارة: «محدش بياكلها بالساهل»، التي قالتها في فيلم «ريا وسكينة».
-
وعبارة
«حتى أنت يا أعرج بتحب»، التي قالتها لابنها في فيلم «اليتيمتين».
-
والسيدة
الشريرة التي عذبت الطفلة «فيروز» في فيلم «الحرمان»، حتى أن الجميع بكى من شرها
المبالغ مع الطفلة الصغيرة.
نقطة
التحول
في حياة
نجمة إبراهيم
إذا كانت السينما المصرية قد قدمت عشرات من
الممثلين الرجال الذين أبدعوا في أدوار الشر.. فإن نجمة إبراهيم هي الممثلة
المصرية الوحيدة التي أبدعت في أداء هذه الأدوار منذ الأربعينيات، وكان دور صاحبة مدرسة
التسول والنشل في فيلم "اليتيمان" عام 1947م، هو البداية الحقيقية في
هذا الاتجاه، ومع ذلك سيبقى دور ريّا الذي لعبته في فيلم "ريّا وسكينة"،
والذي قامت بإتقانه على أكمل وجه؛ مما أثر فيها شخصيًا ومن ثم امتد أثره للجمهور
ولم ينسه.
-
فكانت تلك المرحلة فارقة في حياة نجمة، فهي بمثابة نقطة
تحول في حياتها، ونتيجًة لدورها هذا أصبحت ملكًة لأدوار الرعب والفزع، ويرجع ذلك عندما
أسند إليها المخرج صلاح أبو سيف هذا الدور مع زوزو حمدي الحكيم وأنور وجدي.
-
وكُتبت قصة الفيلم من واقع ملفات تلك القضية الرهيبة،
التي حدثت في مدينة الإسكندرية في مطلع العشرينيات، وقد كتبها الصحفي زكريا نبيل،
وكتب لها السيناريو الحوار بالاشتراك مع الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وكان له ضجة
وقتها في السينما المصرية.
-
فإذا كان مجرد ذكر اسم هاتين السفاحتين يبعث على الرعب
والفزع، فما بالك بتجسيد شخصيتهما على الشاشة بأداء قوي ومعبر من نجمة إبراهيم
وزوزو حمدي الحكيم، مما جعل اسميهما ينطبع في الأذهان باسمي "ريّا
وسكينة".
وتحدثنا
نجمة إبراهيم عن نفسها قائلًة..
تعود الناس أن يروني على الشاشة شريرة تحالف
الشيطان، أو قاتلة تحترف الإجرام، أو قاسية القلب لا تعرف الرحمة سبيلًا إلي..
كل هذا كان "سينمائيًا"..
أما حياتي الخاصة فشيء آخر..
وأول ما يجب أن تعلموه عني أنني أقاطع كل
حفلات "البرييمر"؛ للأفلام التي أشترك فيها في دور الشريرة؛ ذلك لأنني أخرج
غاضبة ناقمة على نفسي؛ لأنني كنت بالقسوة التي ترونها.. ولأنني حين أجلس لأرى نجمة
إبراهيم الممثلة، تتجه عواطفي لضحاياها فيستبد بي الحنق عليها – التي هي أنا –
ويتمتع المتفرجون بأدائي.. إلا أنا!
وأعتقد أن السبب الوحيد الذي يجعلني بهذه
البراعة في أدواري العنيفة التي تشاهدوها هو أنني أتمثل الشر واقعيًا عليّ..
فيتجسم في رأسي ويتضخم، وأؤكد لنفسي أن الشر سيلحق بي إن لم أصبُّه على غيري،
فتكون العملية عملية دفاع عن النفس.. ولكم أن تتصوروني في دور ريًّا الشريرة، وأنا
أرتعد خوفًا من ريًّا الحقيقية، فأحاول أن أحول جرمها إلى الضحايا.
هذا هو السر.. وهكذا أحس حين أتقمص شخصياتي
التي تثير الرعب والفزع.
وقصة حسي المرهف وقلبي الرقيق معروفة.. فأنا
مثلًا أرتعد لرؤية الدماء، وأحب الحيوانات حبًا لا يتصوره عقل، وإذا رأيت ميتًا في
يقظتي عدت لأراه عدة مرات في منامي حتى أصاب بأرق تتوتر له أعصابي.
ولذلك فإنني أنفي أنني نجمة التي ترونها على
الشاشة شتان بينها وبيني.. بين غليظة القلب ومرهفة القلب والإحساس.. بين الشريرة..
والطيبة التي تعكر صفوها رؤية الدم.. ولو كان دم حيوان كدجاجة أو غيرها.
@ اعتناقها الإسلام واسم
جديد لها
تداولت
بعض المدونات وثيقة وصفوها بـ«النادرة» تفيد تقدم «نجمة» بطلب لإشهار إسلامها،
وتقول فيه:
«إنه في يوم 4-7-1932، وفي حضوري أنا وكيل شياخة الأزهر والواضح ختمي
وتوقيعي أدناه وبحضور الشهود الواضعين أختامهم وتوقيعهم أدناه، قامت السيدة بوليني أوديون بنطق
الشهادتين وإشهار إسلامها، واختيار اسم جديد لها وهو نجمة داود إبراهيم، وطلب
توثيقه ويحق لها التوقيع به، وقد قدمنا الطلب إلى السيد شيخ الأزهر، وقد حدد لها
40 يومًا للمراجعة والتأكد قبل أن توثق لها الشهادة ويصدر لها التوقيع وصحته من
قبل المحكمة وإخطار الحاخامية بذلك».
وتؤكد وثيقة إسلام نجمة إبراهيم أنها تركت
اليهودية واعتنقت الإسلام في الرابع من يوليو عام 1932م كما ذكرنا، أي أنها كانت في الثامنة عشر من عمرها على
أقصى تقدير، وأنها حسُن إسلامها وأخلصت له ولمصريتها حتى آخر يوم في حياتها، ويذهب
البعض إلى أن نجمة إبراهيم اعتنقت الإسلام قبل وفاتها وحولت منزلها إلى دارٍ
لتحفيظ القران الكريم.
ويستلفت الانتباه إلى أنها اختارت لنفسها بعد
التحول إلى الإسلام اسم "نجمة داوود إبراهيم" بدلًا من "بوليني
إدمون" وهو اسمها الأصلي.
وينبغي علينا التوقف عند هذا اسمها بعد
اعتناقها للإسلام، فهذا الاسم يخلق حالة من الالتباس، حيث أنه من المعروف أن لنجمة
أختًا غي شقيقة سبقتها إلى الفن، وهي الممثلة "سرينا إبراهيم"، التي
أخذت معها أختها الصغرى إلى عالم الفن.
وهذا معناه أن "إبراهيم" هو اسم أصيل
مشترك بين الأختين، وليس اسمًا بديلًا لبولين إدمون أو نجمة إبراهيم عند اعتناق
الإسلام، إلا إذا كان سرينا إبراهيم هو اسم شهرة وليس اسمًا أصليًا لتلك الممثلة،
وأن أختها بولين تمسحت فيها عند اشتغالها بالفن واختارت لنفسها اسم شهرة هو نجمة
إبراهيم قبل اعتناقها الإسلام.
وحينما تحولت عن اليهودية كان اسم الشهرة
الذي عرفت به لا يتعارض مع دينها الجديد، خاصًة وأن أيًا من المصادر التي تحدثت عن
سرينا إبراهيم لم يتوقف عند مسألة اسمها.
@ فضل مصر عليها..
وكما أن مصر لم تنس من يقف بجانبها من الفنانين، فقد كان هناك قرار إنساني
من الرئيس الرحل جمال عبدالناصر بعلاجها على نفقة الدولة في 22 مارس 1965
بإسبانيا، لتعود نجمة لترى خشبة المسرح من جديد وتعود لجمهورها الذي يحبها وهي
مبصرةً ومتحمسةً لاستكمال مسيرتها الفنية، وقد كانت تخشى نجمة إبراهيم أن يذهب
النور من عينها في الوقت الذي يشع فيه النور أمام مستقبل مسرح بلادها
"مصر"، وقالت عبارتها المشهورة: "أنا أحس أن الدور أمامي طويل في
هذه النهضة المسرحية، وأشعر الآن بمدى العرفان لرئيسنا العظيم الذي شمل الفنان
برعايته"، ولكن أمراضًا أخرى أصابتها وأرغمتها على الابتعاد عن خشبة المسرح
والاعتزال.
هذا بجانب تكريم
الدولة لها عام 1964 ومنحها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، كما منحها
السادات لها وسام الاستحقاق، بالإضافة إلى تخصيص معاش استثنائي تقديرًا لعطائها
الفني ووطنيتها النادرة، وقد كانت مؤيدة
لثورة 1952م.
@ وفاتها
في أواخر
الستينيات أخذ بصرها يخبو وعاشت في عزلة تامة مع زوجها الفنان عباس يونس، حتى توفيت
في الرابع من يونيو عام 1976 عن عمر يناهز الثانية والستين، ورفضت نجمة
مغادرة مصر إلى إسرائيل، كما فعلت أختها «سيرينا»، وأوصت أن تُدفن في مصر التي
ولدت وعاشت فيها.
مـــراجـــع
الـفـصـل الأول
1.
كتاب "اليهود والسينما في مصر والعالم العربي"،
للكاتب أحمد رأفت بهجت
صفحات 53،
54 – 106 – 111،112 – 123،124 – 134،135،136 - 143.
2.
كتاب "يهود ولكن مصريون"، للكاتب سليمان
الحكيم، دار الأمين للطباعة والنشر 1999م، صفحة 17، ومن صفحة 95 إلى 104.
3.
كتاب "يهود مصر من الازدهار إلى الشتات"،
للكاتب محمد أبو الغار، صفحات 115 و116.
4.
كتاب "الممثلون اليهود في مصر"، للناقد
السينمائي أشرف غريب وإصدار مركز الهلال
للتراث الصحفي، من صفحة 33 إلى 39، وصفحة 40، 41.
5.
مجلة السينما والمسرح.
6.
كتاب "يهود مصر منذ الفراعنة حتى عام 2000م"،
الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2000م.
